للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أئمتهم وإنَّما هي من أفعال الزنادقة المنافقين، وإلا فلا خلاف بين من يعتقد الإسلام في وجوب احترام المصاحف، وإكرامها وإجلالها، وتنزيهها، وفي العمل بقول (١) النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو" (٢) وإن كان أهل البدعة يتناقضون في الجمع بين ما جاءت به الشريعة، وما اعتقدوه من البدعة، لكن التناقض جائز على العباد، وهو أيسر عليهم من التزام الزندقة والنفاق والإلحاد (٣)، وإن كانت (٤) تلك البدعة هي المرقاة إلى هذا الفساد (٥).

وأمَّا الطائفة الثَّانية: التي جعلت القرآن مجرد الحروف والأصوات فإنهم وافقوا الجهمية من المعتزلة وغيرهم على ذلك، فإن أولئك جعلوا


(١) في س: يقول.
(٢) الحديث رواه الشيخان في صحيحيهما بلفظ آخر عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو وزاد مسلم وغيره: مخافة أن يناله العدو.
ورواه مسلم بلفظ آخر عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسافروا بالقرآن فإني لا آمن أن يناله العدو".
صحيح البُخاريّ ٤/ ١٥ كتاب الجهاد -باب السَّفر بالمصاحف إلى أرض العدو.
وصحيح مسلم ٣/ ١٤٩٠، ١٤٩١ كتاب الإمارة- باب النَّهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف وقوعه بأيديهم. الحديث / ٩٢، ٩٣، ٩٤.
وسنن ابن ماجه ٢/ ٩٦١ كتاب الجهاد- باب النَّهي أن يسافر القرآن إلى أرض العدو. الحديث / ٢٨٧٩، ٢٨٨٠.
ومسند أحمد ٢/ ٦، ٨، ١٠، ٥٥، ٦٣، ٧٦، ١٢٨.
(٣) في س: وإلا لحال.
(٤) في س: كان.
(٥) بعد كلمة (الفساد) بياض في: الأصل، س- بمقدار خمس كلمات. وفي ط؛ الكلام متصل.
ولعل الناسخ ترك هذا البياض لانتهاء كلام وبداية آخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>