للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهر ويفهمه الناس من ظاهره، فلفظة (الظاهر) قد صارت مشتركة فإن الظاهر في الفطر السليمة واللسان العربي والدين القيم ولسان السلف غير الظاهر في عرف كثير من المستأخرين (١)، فإن أراد الحالف بالظاهر شيئًا من المعاني التي هي من خصائص المحدثين، أو ما يقتضي نوع نقص بأن يتوهم أن الاستواء مثل استواء الأجسام على الأجسام، أو كاستواء الأرواح (٢) إن كانت عنده لا تدخل في اسم (٣) الأجسام فقد حنث في ذلك وكذب (٤)، وما أعلم أحدًا يقول ذلك إلَّا ما يروى عن مثل داود الجواربي البصري (٥)، ومقاتل بن سليمان الخرساني (٦)، وهشام بن


(١) في س، ط: المتأخرين.
(٢) في الأصل: الكلمة غير واضحة. وفي س: أرواح. والمثبت من: ط والمجموع.
(٣) في س، ط: أمم.
(٤) في الأصل: بعد كلمة (كذب) غير واضحة. وما ظهر منها و"على الله. . . " والكلام يستقيم بدونها كما أثبته من: س، ط، والمجموع.
(٥) قال عنه الذهبي في "لسان الميزان ٢/ ٢٣ ": رأس في الرفض والتجسيم من مرامي جهنم.
وقال أبو بكر بن أبي عون: سمعت يزيد بن هارون يقول: الجواربي والمريسي كافران.
وفي لسان الميزان -لابن حجر- ٢/ ٤٢٧: أن ابن حزم ذكر أن داود هذا كان يزعم أن ربه لحم ودم على صورة الإنسان.
وللاطلاع على رأيه في التجسيم يراجع: -أصول الدين- للبغدادي - ص: ٧٤.- والملل والنحل -للشهرستاني- ١/ ٨٧.
(٦) تقدم التعريف به ص: ٢٤٥ وترك أصحاب الحديث لروايته.
قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد ١٣/ ١٦٣ ": " .. متهم متروك الحديث، مهجور القول، وكان يتكلم بالصفات بما لا يحل الرواية عنه" ونقل -في المصدر السابق ص: ١٦٦ - عن أبي حنيفة أنه قال: أفرط مقاتل في التشبيه حتى جعل الله مثل خلقه.
وانظر رأيه في التجسيم والتشبيه في مقالات الإِسلاميين لأبي الحسن الأشعري =

<<  <  ج: ص:  >  >>