للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه، ويدلون أصحابهم على الكتاب والسنة، فإياك والخوض فيه، والنظر في كتبهم بحال".

قلت: وقول ابن خزيمة، الملقب بإمام الأئمة: الكلام في الأسماء والصفات [هو نظير ما نهى عنه مالك من الكلام في الأسماء والصفات] (١)، وهو هذا التوحيد الذي ابتدعته (٢) الجهمية وأتباعها، فإن ابن خزيمة له كتاب مشهور في التوحيد (٣) يذكر فيه صفات الله التي نطق بها كتابه وسنة رسوله.

قال (٤) أبو عبد الرحمن: "سمعت أبي يقول: قلت لأبي العباس بن سريج (٥): ما التوحيد؟ قال: توحيد أهل العلم وجماعة المسلمين: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتوحيد أهل الباطل: الخوض في الأعراض والأجسام، وإنما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بإنكار ذلك".

هذا موافق لما تقدم، فبين أن الخوض في الجسم والعرض ونفي


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٢) في س: ابتدعه.
(٣) ابن خزيمة تقدم التعريف به ص: ١٦٥.
وكتابه هو: التوحيد وإثبات صفات الرب -عزَّ وجلَّ- التي وصف بها نفسه في تنزيله الذي أنزله على نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وعلى لسان نبيه نقل، الأخبار الثابتة الصحيحة نقل العدول عن العدول من غير قطع في إسناد، ولا جرح في ناقلي الأخبار الثقات.
هكذا عنوان للكتاب المطبوع، مراجعة وتعليق محمد خليل هراس، وقد قام الأخ د. عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان، بتحقيقه تحقيقًا علميًّا لأهميته، وسعة رواية مؤلفه -رحمه الله-.
(٤) ذم الكلام للهروي -مخطوط- الجزء السادس الطبقة السابعة، اللوحة رقم: ٤٠. وانظر: صون المنطق والكلام -للسيوطي- ص: ٧٥.
(٥) في جميع النسخ: سريح. وهو خطأ. والمثبت من: ذم الكلام، وصون المنطق. وقد تقدمت ترجمته ص: ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>