للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهب جمهور الأصحاب إلى أنه تعالى عالم بعلم واحد، قادر بقدرة واحدة، مريد بإرادة واحدة".

قال (١): واعلم أن القاضي أبا بكر عول في هذه المسألة على الإجماع، فقال: القائل قائلان: قائل يقول (٢): الله تعالى عالم بالعلم، قادر بالقدرة. وقائل يقول: ليس الله عالمًا بالعلم، ولا قادرًا بالقدرة، وكل من قال بالقول الأول قال: إنه عالم بعلم واحد، قادر بقدرة واحدة، فلو قلنا: إنه -سبحانه (٣) - عالم بعلمين أو أكثر، كان ذلك قولًا ثالثًا خارقًا للإجماع (٤)، وإنه باطل.

قال (٥): وأما الصعلوكي فهو مسبوق بهذا الإجماع، فيكون حجة عليه".

قلت: هذا الإجماع مركب من جنس الإجماع الذي احتج به الرازي (٦) على قدم المعنى الذي ادعوه، فإنه (٧) هو الكلام وليس في ذلك إجماع أصلًا، وإنما هو إجماع المعتزلة والأشعرية لو صح، فكيف وقد حكى أبو حاتم التوحيد (٨)، عن الأشعري نفسه أنه كان يثبت [علومًا] (٩)


= -لكحالة- ٦/ ١٨٤.
(١) قال: إضافة من الشيخ، والكلام متصل بما قبله في: نهاية العقول.
(٢) في الأصل: يقول. وهو خطأ. والمثبت من: س، ط، ونهاية العقول.
(٣) في الأصل: واحد سبحانه. والمثبت من: س، ط، ونهاية العقول.
(٤) في نهاية العقول: خارجًا عن الإجماع.
(٥) قال: إضافة من الشيخ. والكلام متصل بما قبله في: نهاية العقول.
(٦) انظر هذا الإجماع الذي احتج به: الفخر الرازي، على قدم الكلام في: "نهاية العقول في دراية الأصول" الفصل الثاني من الأصل التاسع- اللوحة رقم: ١٣٠.
(٧) في س، ط: إنه.
(٨) ولعل ما في س الصواب. إذ لم أجد ترجمة لهذا الاسم فيما وقع تحت يدي من مراجع.
(٩) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط. يقتضيها السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>