كتاب التسعينية

(فصل) ما حفظ عن أئمة الصحابة حجة على من يزعم أن أقوال الأئمة بدون الصحابة ليس بحجة - تعليق الشيخ عليه - ج: 1 - ص: 316

يعبدون خالقًا كاملًا بصفاته (١)، ومن زعم أن الله كان ولا علم ثم خلق علمًا فعلم بخلقه، أولم يكن متكلمًا فخلق كلامًا ثم تكلم به، أو لم يكن سميعًا بصيرًا ثم خلق سمعًا وبصرًا فقد نسبه إلى النقص، وقائل هذا كافر، ولم يزل الله كاملًا بصفاته لم يحدث فيه صفة ولا تزول عنه صفة قبل أن يخلق الخلق، وبعدما خلق الخلق كاملًا بصفاته، فمن وجه أن الرب -تبارك وتعالى- يتكلم كيف يتكلم بشفتين ولسان، وتبدو (٢) لهواته (٣) فهذه (٤) السماوات والأرض قال لها (٥): {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (٦) أفهاهنا شفتان ولسان ولهوات؟

قلت: أبو زرعة الرازي كان يشبّه بأحمد بن حنبل، في حفظه وفقهه ودينه ومعرفته، وأحمد كان عظيم الثناء عليه وداعيًا له، وهذا المعنى الذي ذكره هو في كلام الإمام أحمد في مواضع، كما ذكره الخلال في كتاب السنة عن حنبل، وقد ذكره حنبل في كتبه مثل: كتاب السنة والمحنة (٧) لحنبل.

---

= الري، روى عنه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم. يقول ابن أبي شيبة: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة. ولد سنة ٢٠٠ هـ، وتوفي سنة ٢٦٤ هـ.
راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- ١٠/ ٣٢٦ - ٣٢٧. وتذكرة الحفاظ -للذهبي ٢/ ٥٥٧، ٥٥٨. وتهذيب التهذيب -لابن حجر ٧/ ٣٠ - ٣٣.
(١) في س، ط: لصفاته.
(٢) تبدو: بياض في: س، وساقطة من: ط.
(٣) اللهوات: جمع لهات، وهي أقصى الفم.
راجع: لسان العرب -لابن منظور ١٥/ ٢٦٢ (لها).
(٤) في الأصل، س: فهذا. والمثبت من: ط.
(٥) في س، ط: لهما.
(٦) سورة فصلت، الآية: ١١.
(٧) لعله كتاب "المحنة" أو "محنة ابن حنبل" الذي أشارت إليه الكتب التي ترجمت لحنبل بن إسحاق، والكتاب مطبوع بتحقيق محمد نغش- القاهرة ١٣٩٧ ويتكون من ١١٨ صفحة، والنقول التي ذكرها الشيخ عن حنبل لم أجدها =