للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صبيح قال: سمعت داود الأصبهاني يقول: القرآن محدث، ولفظي بالقرآن مخلوق).

[قلت] (١) فأنكر الأئمة على داود قوله: إن القرآن محدث لوجهين (٢):

أحدهما: أن معنى هذا عند الناس كان معنى قول من يقول: القرآن مخلوق، وكانت الواقفة: الذين يعتقدون أن الخلق مخلوق، ويظهرون الوقف، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق، يقولون: إنه محدث، ومقصودهم مقصود الذين قالوا: هو مخلوق، فيوافقونهم في المعنى ويستترون بهذا اللفظ، ويمتنعون عن (٣) نفي الخلق عنه، وكان إمام الواقفة في زمن أحمد، محمد بن شجاع الثلجي (٤) يفعل ذلك، وهو تلميذ بشر المريسي، وكانوا يسمونه ترس (٥). . . . . . . . . .


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط.
وفي الأصل: بياض بنهاية السطر بمقدار خمس كلمات.
وفي س: بياض بمقدار كلمتين.
(٢) في الأصل: لأمرين. والمثبث من: س، ط. لقول الشيح: فهذا أحد الوجهين. ص: ٤٢٥.
(٣) في س: عند.
(٤) هو: أبو عبد الله محمد بن شجاع يعرف بالثلجي، الفقيه البغدادي الحنفي.
قال عنه الإمام أحمد: مبتدع صاحب هوى. وقال ابن الجوزي: حدث عن يحيى بن آدم وابن علية ووكيع وصحب الحسن بن زياد اللؤلؤي، إلّا أنه كان رديء المذهب في القرآن.
وقال الذهبي: جاء من غير وجه أنه كان ينال من أحمد وأصحابه. ولد سنة ١٨١ هـ، وتوفي سنة ٢٦٦.
راجع: المنتظم -لابن الجوزي ٥/ ٥٧، ٥٨. وميزان الاعتدال -للذهبي - ٣/ ٥٧٧ - ٥٧٩. وتهذيب التهذيب -لابن حجر ٩/ ٢٢٠، ٢٢١.
(٥) الترس: بضم التاء، جمعه أتراس أو تروس، والترس من السلاح ما يتوقى به، وتترس بالترس: تستر به وتوقى. =

<<  <  ج: ص:  >  >>