للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن (١) الكلام في الفقه والأخبار، يواليك الناس عليه وتترك هذا؟ قال: لنا تهمة فيه، فلما خرج بشر قال الشافعي: لا يفلح".

وروى شيخ الإسلام (٢) عن المزني وعن ربيع: "قال المزني: سمعت الشافعي يقول للربيع: يا ربيع اقبل مني ثلاثة أشياء: لا تخوضن (٣) في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن خصمك النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، ولا تشتغل بالكلام فإني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل، وزاد المزني: ولا تشتغل بالنجوم فإنه يجر إلى التعطيل".

وهذا التوحيد الذي يذكره هؤلاء مأخوذ من قول بشر المريسي وذويه وهذا التوحيد الذي ذكروه هو التعطيل بعينه، فإنه لا يصلح إلا أن يكون (٤) صفة للمعدوم.

وقال (٥) أبو عبد الرحمن السلمي -أيضًا-: "رأيت بخط أبي عمرو بن مطر يقول: سئل ابن خزيمة عن الكلام في الأسماء والصفات، فقال: بدعة ابتدعوها، ولم يكن أئمة المسلمين وأرباب المذاهب وأئمة الدين، مثل مالك وسفيان والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق ويحيى بن يحيى وابن المبارك ومحمد بن يحيى وأبي (٦) حنيفة ومحمد بن الحسن وأبي يوسف، يتكلمون في ذلك، بل كانوا ينهون عن الخوض


(١) في ط: من.
(٢) في ذم الكلام -مخطوط- الجزء السادس- الطبقة السادسة- اللوحتان: ١٦، ١٧. وانظره في: صون المنطق والكلام -للسيوطي- ص: ٦٤.
(٣) في جميع النسخ: لا تخوض. والمثبت من: ذم الكلام، وصون المنطق.
(٤) في س، ط: لا يصلح أن يكون إلا. .
(٥) ذم الكلام لأبي إسماعيل الهروي -مخطوط- الجزء السادس الطبقة السابعة اللوحة: ٤١. وانظر: صون المنطق والكلام -للسيوطي- ص: ٧٦.
(٦) في جميع النسخ: وأبو. والمثبت من: ذم الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>