للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعلم العلماء بالحديث أنه كذب.

ومما يوضح هذا ما قد استفاض عن علماء الإِسلام مثل الشافعي وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية، والحميدي، وغيرهم من إنكارهم على من زعم أن لفظ القرآن مخلوق، والآثار بذلك مشهورة في كتاب ابن أبي حاتم (١)، وكتاب اللالكائي (٢)، تلميذ أبي حامد


= في الإبل.
راجع: لسان العرب -لابن منظور- ١٠/ ٣٧٦ (ورق).
ولفظ حديث الجمل الأورق: "رأيت ربي بمنى يوم النفر على جمل أورق، عليه جبة صوف، أمام الناس".
قال علي القاري: موضوع لا أصل له.
راجع: المصنوع في معرفة الحديث الموضوع -للقاري- ص: ١٠٢.
وانظر: كشف الخفاء ومزيل الإلباس -لإسماعيل العجلوني- ١/ ٥٢٦.
وقد وضع بلفظ آخر: "رأيت ربي -عَزَّ وَجَلَّ- على جمل أحمر عليه إزار وهو يقول: قد سمعت، قد غفرت إلّا المظالم، فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصعد إلى السماء الدنيا وتنصرف الناس إلى منى".
يقول ابن الجوزي -رحمه الله- بعد ما أورده: "هذا حديث لا يشك أحد في أنه موضوع محال، ولا يحتاج لاستحالته أن ينظر في رجاله، إذ لو رواه الثقات كان مردودًا، والرسول منزه أن يحكي عن الله -عَزَّ وَجَلَّ- ما يستحيل عليه وأكثر رجاله مجاهيل وفيهم ضعفاء.
أنبأنا محمَّد بن ناصر عن يحيى عبد الوهاب بن مندة قال: حديث الجمال باطل موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
انظر: الموضوعات -لابن الجوزي- ١/ ١٢٤، ١٢٥.
(١) لعله كتاب "الرد على الجهمية" ولم يقع تحت يدي، وقد أشار إلى هذا الكتاب حاجي خليفة في "كشف الظنون ١/ ٨٣٨ "، وفؤاد سزكين في "تاريخ التراث العربي ١/ ١ / ٣٥٥ - علوم القرآن والحديث".
(٢) أقوال هؤلاء الأئمة الذين ذكرهم الشيخ -رحمه الله- وغيرهم مستوفاة في كتاب "شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي".
راجع مثلًا: قول الشافعي ٢/ ٢٥٢ - ٢٥٤. وقول الإِمام أحمد ٢/ ٢٦٣، ٢٦٤. وقول إسحاق بن راهوية ٢/ ٢٦٣. وقول الحميدي ٢/ ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>