للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أما بعد، فإنه لا بد لمن أراد معرفة الديانات والتمييز بينها من معرفة المذاهب والمقالات، ورأيت الناس في حكاية ما يحكون من ذكر المقالات، ويصنفون في النحل والديانات، من بين مقصر (١) فيما يحكيه، وغالط فيما يذكره من قول مخالفيه [وبين متعمد للكذب في الحكاية إرادة التشنيع على من خالفه] (٢) ومن بين تارك للتقصي في روايته لما يرويه من اختلاف المختلفين، ومن بين من يضيف إلى قول مخالفيه ما يظن أن الحجة تلزمهم به.

قال (٣): وليس هذا سبيل الربانيين، ولا سبيل الفطناء (٤) المتميزين فحداني ما رأيت من ذلك، على شرح ما التمست شرحه من أمر المقالات واختصار ذلك.

[قلت] (٥): وهو نفسه وإن تحرى (٦) فيما ينقله ضبطًا وصدقًا، لكنه أكثر ما (٧) ينقله من مذاهب الذين لم يقف على كتبهم، وكلامهم هو من نقل هؤلاء المصنفين في المقالات كالزرقان وهو معتزلي -وابن الراوندي (٨). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) في الأصل: تقصير. والمثبت من: س، ط، والمقالات.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والمقالات.
ولكن ورد فيه: "ومن بين. . . على من يخالفه".
(٣) قال: إضافة من الشيخ -رحمه الله- والكلام متصل بما قبله في: المقالات.
(٤) في جميع النسخ: سبيل الديانين ولا سبيل ألفاظ. . .، والمثبت من المقالات.
(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط، وهو بياض في الأصل بمقدار أربع كلمات، وفي س: بمقدار خمس كلمات مع بداية السطر.
(٦) في ط: تحدى. وهو تصحيف.
(٧) في الأصل: مما. والمثبت من: س، ط.
(٨) هو: أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق، يعرف بابن الراوندي، كان أولًا من متكلمي المعتزلة ثم تزندق واشتهر بالإلحاد، قيل: إنه لا يستقر على مذهب ولا يثبت على شيء، صنف كتبًا كثيرة يطعن فيها على الإسلام. توفي سنة ٢٤٥ هـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>