للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلام أحمد، والأئمة، ليس هو قول هؤلاء، ولا قول هؤلاء، بل فيه ما أثبته هؤلاء من الحق، وما أثبته هؤلاء من الحق، وكل من الطائفتين أثبت من الحق ما أثبته، فإن الإمام أحمد قد بين أنه لم يزل (١) متكلمًا إذا شاء [وإذا] (٢) نظر ذلك بالعلم والقدرة والنور فليس كالمخلوقات البائنة عنه، لأن الكلام من صفاته، وليس كالصفة القائمة به التي لا تتعلق بمشيئته [لأن الكلام متعلق بمشيئته] (٣) ولهذا قال أحمد في رواية حنبل (٤): لم يزل الله متكلمًا عالمًا غفورًا، وقد ذكرنا كلام ابن عباس في دلالة القرآن على ذلك، فذكر أحمد ثلاث صفات: متكلمًا عالمًا غفورًا، فالمتكلم يشبه العلم من وجه، ويشبه المغفرة من وجه، فلا يشبه بأحدهما دون الآخر (٥)، فالطائفة التي جعلته كالعلم من كل وجه، والطائفة التي جعلته كالمغفرة من كل وجه، قصرت في معرفته،


= قال: وقد صح عندي أن الثقفي والصبغي ويحيى بن منصور كذبة، قد كذبوا عليّ في حياتي، فمحرم على مقتبس علم أن يقبل منهم شيئًا يحكونه عني، وابن أبي عثمان أكذب عندي وأقولهم عليّ ما لم أقله.
يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٤/ ٣٨٠ بعد ذكره لهذا الكلام: "ما هؤلاء بكذبة، بل أئمة أثبات، وإنما الشيخ تكلم على حسب ما نقل له عنهم فقبح الله من ينقل البهتان، ومن يمشي بالنميمة".
إلى غير ذلك من النصوص الواردة في هذه الفتنة والتي لا يتسع المجال لاستقصائها، وما ذكرناه فيه الكفاية للدلالة على المقصود.
(١) في س، ط: لم يزل الله.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط.
(٣) ما بين المعقوفتين: ساقط من: س، ط.
(٤) ذكر القاضي أبو يعلى قول الإمام أحمد في رواية حنبل في كتابه "إبطال التأويلات لأخبار الصفات" -مخطوط- اللوحة ١٤٧.
وانظر ما نقله الشيخ عن الخلال. . . عن حنبل بن إسحاق أن أبا عبد الله قال لم يزل الله عالمًا متكلمًا- ص: ٣٥٩.
(٥) في س: لاخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>