للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذاته (١)، فإن الفعل الواحد من هذه الأفعال ليس مما يدخل في مطلق صفاته، ولكن كونه بحيث يفعل إذا شاء هو صفته، والفرق بين الصفة والفعل ظاهر، فإن تجدد الصفة أو زوالها يقتضي تغير الموصوف واستحالته، ويقتضي تجدد كمال له بعد نقص، أو تجدد نقص له بعد كمال، كما في صفات (٢) الموجودات كلها إذا حدث للموصوف ما لم يكن عليه من الصفات، مثل ما تجدد العلم بما لم يكن يعلمه، والقدرة على ما لم يكن يقدر عليه، ونحو ذلك، أو زال (٣) عنه ذلك بخلاف الفعل، وهكذا يقوله طوائف من أهل الكلام المخالفين للمعتزلة والذين هم أقرب إلى السنة منهم من المرجئة والكرامية وطوائف من الشيعة، كما نقلوه (٤) عن الكرامية، الذين يقولون: إنه تحله الحوادث من القول والإرادة والاستماع (٥) والنظر، ويقولون مع ذلك: لم يزل الله متكلمًا،


= حجاج آدم وموسى عليهما السلام- الحديث / ١٥.
إلى غير ذلك من النصوص الصريحة الواضحة في خلق الله لآدم بيده، التي ذكر طرفًا منها الآجري في كتابه "الشريعة" ص: ٣٢٣ - ٣٢٥، وقال قبل ذكرها: "يقال للجهمي الذي ينكر أن الله -عزَّ وجلَّ- خلق آدم بيده: كفرت بالقرآن ورددت السنة، وخالفت الأمة".
وقد عقد ابن منده -رحمه الله- في كتابه الرد على الجهمية ص: ٦٨ - ٧٢ بابًا قال فيه: "باب ذكر قول الله عزَّ وجلَّ: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، ثم قال: ذكر ما يستدل من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن الله -جل وعز- خلق آدم - عليه السلام - بيدين حقيقة".
ثم أورد بعض الأحاديث الواردة في ذلك.
(١) في الأصل: بذلك. والمثبت من: س، ط.
(٢) في الأصل: صفة.
وأثبت المناسب من: س، ط.
(٣) في س: أو زوال.
(٤) في س، ط: نقلوا.
(٥) في س: الامتناع.

<<  <  ج: ص:  >  >>