للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يزل بمشيئته القديمة، ولم يزل سميعًا بصيرًا، أجمعوا على أن هذه الحوادث لا توجب لله سبحانه وصفًا، ولا هي صفات له سبحانه، والذين ينازعون في هذا من المعتزلة ومن اتبعهم من الأشعرية وغيرهم، فيقولون: لو قام فعل حادث بذات (١) القديم لا تصف به وصار الحادث صفة له، إذ لا معنى لقيام المعاني واختصاصها بالذوات إلا (٢) كونها صفات لها (٣)، فلو قامت الحوادث من الأفعال والأقوال والإرادات بذات القديم لا تصف بها كما اتصف بالحياة والقدرة والعلم والمشيئة، ولو اتصف بها لتغير (٤)، والتغير عليه ممتنع، وهذا نزاع لفظي، فإن تسميته هذا صفة وتغيرًا لا يوافقهم الأولون عليه، وليست اللغة -أيضًا- موافقة عليه، فإنها لا تسمي قيام الإنسان وقعوده تغيرًا له، ولا يطلق القول بأنه صفة له، وإن أطلق ذلك فالنزاع اللفظي لا يضر إلّا إذا خولفت ألفاظ الشريعة، وليس في الشريعة ما يخالف ذلك، ولكن هؤلاء كثيرًا ما يتنازعون في الألفاظ المجملة المتشابهة، قد قيل: أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء.

قال الإمام أحمد (٥) في وصف أهل البدع: "فهم مخالفون للكتاب (٦) مختلفون في الكتاب، مجتمعون (٧) على مفارقة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، ويتكلمون


= في ط: الاستمتاع.
(١) في الأصل: بحال. والمثبت من: س، ط.
(٢) في الأصل: لا. والمثبت من: س، ط.
(٣) في الأصل: له. والمثبت من: س، ط.
(٤) في س، ط: لتغير بها.
(٥) الرد على الجهمية والزنادقة -للإمام أحمد- ص: ٨٥، ٨٦.
(٦) في ط: الكتاب.
(٧) في الرد على الجهمية: فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب مجمعون. .

<<  <  ج: ص:  >  >>