للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أبو الشَّيخ الأصبهاني في كتاب السنة له (١) قال: وفيما أجاز لي (٢) جدي -رحمه الله- قال: قال إسحاق بن راهوية إن الله -تبارك وتعالى- وصف نفسه في (٣) كتابه بصفات استغنى الخلق كلهم عن أن يصفوه بغير ما وصف به نفسه، وأجمله في كتابه، فإنَّما فسر النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - معنى إرادة الله -تبارك وتعالى- قال الله في كتابه حيث ذكر عيسى بن مريم فقال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} (٤) وقال في محكم كتابه {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} (٥) {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (٦)، وقال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (٧)، وقال: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (٨) وقال {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (٩) وقال في آيات كثيرة {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١٠) وقال {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} (١١) وكل ما وصف الله به نفسه من الصفات التي ذكرناها ممَّا هي موجودة في القرآن، وما لم تذكّر فهو كما ذكر، وإنَّما يلزم العباد الاستسلام لذلك والتعبد، لا نزيل صفة ممَّا وصف الله بها (١٢)


(١) تقدم الكلام على أبي الشَّيخ وكتابه "السنة" ص: ١٦٦.
(٢) في ط: أجازني.
(٣) في ط: من.
(٤) سورة المائدة، الآية: ١١٦.
(٥) سورة الزمر، الآية: ٦٨.
(٦) سورة الزمر، الآية: ٦٧.
(٧) سورة المائدة، الآية: ٦٤.
(٨) سورة الفتح، الآية: ١٠.
(٩) سورة ص، الآية: ٧٥.
(١٠) سورة الشورى، الآية: ١١.
(١١) سورة طه، الآية: ٣٩.
(١٢) في س، ط: به.

<<  <  ج: ص:  >  >>