للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه، أو وصف الرسول عن جهته، لا بكلام ولا بإرادة، إنَّما يلزم (١) المسلم الأداء، ويوقن بقلبه أن ما وصف به نفسه في القرآن إنَّما هي صفاته، ولا يعقل نبي مرسل ولا ملك مقرب تلك الصفات إلّا بالأسماء التي عرفهم الرَّبّ -تبارك وتعالى-، فأما أن يدرك أحد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركه أحد، وذلك أن الله تعالى إنَّما وصف من صفاته قدر ما تحتمله (٢) عقول ذوي الألباب، ليكون إيمانهم بذلك. ومعرفتهم بأنه الموصوف بما وصف به نفسه، ولا يعقل أحد منتهاه ولا منتهى صفاته، وإنَّما يلزم المسلم أن يثبت معرفة صفات الله بالاتباع والاستسلام كما جاء، فمن جهل معرفة ذلك حتَّى يقول: إنما أصف ما قال الله ولا أدري (٣) ما معاني ذلك، حتَّى يفضي إلى أن يقول بمعنى قول الجهمية: يده (٤) نعمة، ويحتج بقوله: {أَيْدِينَا أَنْعَامًا} (٥) ونحو ذلك فقد ضل سواء (٦) السبيل، هذا محض كلام الجهمية حيث يؤمنون بجميع ما وصفناه (٧) من صفات الله، ثم يحرفون معنى الصفات عن جهتها التي وصف الله بها نفسه، حتَّى يقولوا: معنى {السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٨) معنى السميع هو: البصير، ومعنى البصير هو السميع، ويجعلون اليد يد


(١) في الأصل: يستلزم. والمثبت من: س، ط.
(٢) في الأصل: تحمله. والمثبت من: س، ط.
(٣) في الأصل: ولا يدري. والمثبت من: س، ط.
(٤) في س، ط: يد.
(٥) سورة يس، الآية: ٧١.
في الأصل: أنعامنا. وهو سهو من الناسخ.
(٦) في س، ط: عن سواء.
(٧) في س، ط: وصفنا.
(٨) سورة الشورى، الآية: ١١.
معنى السميع البصير: ساقطة من: س، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>