للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من (١) القياس مع ما ادعوه من الإجماع، يحقق هذه القرية (٢).

وعامة أصول أهل البدع والأهواء الخارجين عن الكتاب والسنة تجدها مبنية على ذلك، على نوع (٣) من القياس الذي وضعوه، وهو مثل ضربوه يعارضون به ما جاءت به الرسل، ونوع من الإجماع الذي يدعونه، فيركبون من ذلك القياس العقلي، ومن هذا الإجماع السمعي، أصل دينهم.

ولهذا تجد أبا المعالي -وهو أحذق (٤) المتأخرين- إنَّما يعتمد فيما يدعيه من القواطع على نحو ذلك.

وهكذا أئمة أهل الكلام في الأهواء، كأبي الحسين البصري (٥) ومشايخه (٦) ونحوهم، لا يعتمدون لا على كتاب، ولا على سنة- ولا على إجماع مقبول في كثير من المواضع، بل يفارقون أهل الجماعة ذات الإجماع المعلوم، بما يدعونه هم من الإجماع المركب، كما يخالفون صرائح المعقول بما يدعونه من المعقول (٧)، وكما يخالفون الكتاب والسنة اللذين هما أصل الدين، بما يضعونه من أصول الدين.


(١) في س، ط: عن.
(٢) في س: القربة.
(٣) في س، ط: أنواع.
(٤) في س، ط: أحد.
(٥) البصري: ساقطة من: س.
(٦) في س، ط: مشائحهم.
(٧) فرق الشَّيخ -رحمه الله- بين صريح المعقول وبين المعقول المدعى الذين فيه تلبيس من أهل الأهواء. .

<<  <  ج: ص:  >  >>