للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامسة: أن المعاني هل هي معنى واحد، أو خمس معان أو معان كثيرة؟

وهذا كله فيه نزاع، فكيف يعتقد (١) أن هذا هو اختلاف الأمة في مسألة على قولين لم يكن لمن بعدهم إحداث قول ثالث.

ومما يوضح ذلك أنَّه أثبت بالدليل أن معنى الكلام الطّلب والزجر والحكم، ثم احتج بقول الذين قالوا هذا على أن هذه المعاني قديمة لكونهم قالوا بهذا وبهذا، وهذا بعينه احتجاج بالإجماع المركب، وهو لزوم موافقتهم في مسألة قد قام عليها الدليل لموافقتهم في مسألة لم يقم عليها دليل (٢)، وأولئك قالوا: هو محدث وليس هو هذه المعاني، فلم لا يجوز أن يوافق هؤلاء في الحدوث (٣)، وهؤلاء في هذه المعاني وهو في بنائه خاصة مذهب الأشعري على هذا الأصل، بمنزلة الرافضة في بنائهم لإمامة علي التي هي خاصة مذهبهم على نظير (٤) هذا الأصل.

ومعلوم أن خاصة مذهب الأشعري وابن كلاب التي تميز بها هو ما ادعاه من أن كلام الله معنى واحد قديم قائم بنفسه، إذ ما سوى ذلك من المقالات في الأصول هما مسبوقان إليه، إما من أهل الحديث وإما من أهل الكلام.

كما أن خاصة مذهب الرافضة الإمامية من الاثني عشرية ونحوهم هو إثبات الإمام المعصوم، وادعاء ثبوت إمامة علي بالنص عليه، ثم على غيره واحدًا بعد واحد (٥)، وهم وإن كانوا يدعون في ذلك نقلًا متواترًا


(١) في الأصل: يعتمد. والمثبت من: س، ط.
(٢) في ط: الدليل.
(٣) في س، ط: الحروف.
(٤) في ط: نظر.
(٥) الرافضة يقولون بوجوب عصمة الإمام، ومتى كان كذلك، كان الإمام هو عليًّا - رضي الله عنه - لأنَّ أبا بكر وعمر وعثمان لم يكونوا معصومين اتفاقًا -بزعمهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>