للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره الله أنه سمعه قدر مشترك أصلًا (١)، بل كان يكون الإخبار بأنه سمع هذه الأصوات التي لم يسمعها كذب، وكذلك سائر من حكى الله في القرآن أنه قال من الأمم المتقدمة الذين تكلموا بغير العربية، فإنما تكلموا بلغتهم، وقد حكى الله ذلك باللغة التي أنزل بها القرآن وهي العربية، وكلام الله صدق، فلو كان قولهم: مجرد الحروف والأصوات، والحروف والأصوات التي قالوها ليست مثل هذه، لم تكن الحكاية عنهم مطلقًا، بل كلامهم كان حروفًا (٢)، ومعاني، فحكى الله ذلك عنهم (٣) بلغة أخرى، والحروف تابعة للمعاني، والمعاني هي المقصود الأعظم، كما يترجم كلام سائر المخلوقين (٤).

وهؤلاء المثبتة (٥) الذين وافقوا أهل السنة والجماعة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ووافقوا المعتزلة على أن الكلام ليس هو إلا مجرد الحروف والأصوات يقولون: إن كلام الله القائم به ليس هو إلا مجرد الحروف والأصوات، وهذا هو الذي بينته أيضًا في جواب المحنة (٦)، وبينت أن هذا لم يقله أحد من السلف، ولا قالوا- أيضًا: إنه معنى قائم بذاته، بل كلاهما بدعة وأنا ليس في كلامي شيء من البدع.

ثم منهم من (٧) يقول: هو مع ذلك قديم غير حادث، لموافقتهم


(١) في س، ط: أصله.
(٢) في الأصل: حروف. والمثبت من: س، ط.
(٣) في ط: عنهم ذلك.
(٤) في س، ط: المتكلمين.
(٥) من الكرامية والسالمية ومن وافقهما من أهل الكلام والفقه والحديث والتصوف.
(٦) لعله يشير -رحمه الله- إلى جوابه المختصر الذي كتبه مع استعجاله الرسول.
وقد تقدم هذا في بداية هذا الكتاب.
(٧) من: ساقطة من: س.
هم: السالمية ومن وافقهم من أهل الكلام والفقه والحديث والتصوف حيث قالوا بقول المعتزلة، وبقول الكلابية، فوافقوا هؤلاء في قولهم: "إنه قديم"، =

<<  <  ج: ص:  >  >>