للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي يقال: إنها براهين عقلية، أو دلائل سمعية، فقد تكلمنا عليها بالاستقصاء حتى تبين أنها من القول الهراء (١)، فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

ولولا أن المقصود هنا التنبيه على مجامع الضلال فيما أوجبوا اعتقاده، لبسطنا القول هنا وبينا سداده، لكن قد أحلنا على ما هو موجود مكتوب -أيضًا- قد كتبناه في هذا الزمان (٢)، والحمد لله ولي الإحسان.

الوجه الثاني عشر:

أن لفظ الجهة عند من قاله، إما أن يكون معناه وجوديًّا أو عدميًّا، فإن كان معناه وجوديًّا، فنفي (٣) الجهة عن الله نفي عن أن يكون الله في شيء موجود، وليس [شيء] (٤) موجودًا سوى الله إلا العالم، فإذا أحد القسمين الذين ذكرناهما من جوابهم، وهو أن يراد أنه [ليس] (٥) محصورًا في المخلوقات، داخلًا في المصنوعات، هذا أحد أقوال الجهمية الذين يقولون: إنه ليس على العرش، ونفيه مصرح به في كلامنا.

وإن كان معناه عدميًّا، كان المعنى أن الله لا يكون حيث لا موجود غيره، وهو ما فوق العالم، فإن كون الموجود في العلم ليس معناه أن


(١) في ط: "الهزا".
(٢) لعل الشيخ -رحمه الله- يشير إلى كتابه القيم "تلبيس الجهمية في تأسيس بعدهم الكلامية"، كما سيتضح من كلامه من الصفحات التالية.
(٣) في الأصل: "ففي" وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>