للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فهذه ثلاثة أوجه (١) نبهنا عليها وهي مبسوطة في سائر الوجوه] (٢).

الوجه الثامن والأربعون:

أن كون القديم عندهم ليس بمنقسم ولا متبعض معناه أنه شيء واحد في الخارج ليس بذي أبعاض ولا (٣) بمنقسم قسمة الكل إلى أجزائه كانقسام الإنسان إلى أبعاضه وأعضائه، وإن كان هو -سبحانه -أيضًا- ليس بجنس كلي ينقسم إلى أنواعه، ومعنى كون الكلام ليس بمنقسم يراد به شيئان:

أحدهما: أنه ليس بذي أجزاء وأبعاض.

والثاني: أنه ليس من الكليات التي تنقسم إلى أنواعها وأشخاصها، كانقسام جنس الإنسان إلى أنواعه، وانقسام جنس الموجود [إلى القديم والمحدث، وكذلك جنس العلم والكلام وغيرهما] (٤) إلى القديم والمحدث.

وهذه القسمة والتبعيض ليست هذه بوجه من الوجوه في العالم، فإن هذا نفي للقسمة عن شيء واحد موجود في الخارج، وذاك نفي للقسمة عن كلي لا يوجد في الخارج كليا بحال، فإنه ليس في الخارج إنسان كلي ينقسم [ولا وجود كلي (٥) ينقسم، ولا علم أو كلام كلي ينقسم، ومن المعلوم أنه لم يقصد نفي هذا، وإن قصد، (٦) نفيه فهذا مما لا ينازعه فيه عاقل لا في كلام المخلوق ولا في كلام الخالق، فليس في


(١) وهي ما تقدم ذكره من تبعض الشيء والكلام والموصوف.
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.
(٣) في س، ط: وليس.
(٤) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.
(٥) في ط: كل.
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>