للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلام إلا معنى واحدًا؟ وما الدليل على أنه يمتنع أن يكون كلامه، إلا معنى واحدًا (١)؟ وقد اعترفوا بأنه لا دليل على ذلك، كما قال الرازي بعد أن بين أنه إما ممتنع أو متوقف في إمكانه، فقال (٢):

"وأما الذي يدل على أن الأمر كذلك فلا يمكن أن يعول فيه على الإجماع للحكاية التي (٣) ذكرها أبو إسحاق الإسفرائيني، ولم نجد لهم نصًّا، ولا يمكن أن يقال (٤): فيه دلالة عقلية، فبقيت المسألة بلا دليل".

الوجه السادس والسبعون:

إن الجهمية كثيرًا ما يزعمون أن أهل الإثبات يضاهئون النصارى، وهذا يقولونه: تارة لإثباتهم الصفات (٥)، وتارة لقولهم: إن كلام الله أنزله، وهو في القلوب والمصاحف، والجهمية هم المضاهئون للنصارى (٦) فيما كفرهم الله به، لا أهل الإثبات الذين ثبتهم الله بالقول


(١) في الأصل: واحد. وهو خطأ. والمثبت من: س، ط.
(٢) في نهاية العقول في دراية الأصول -مخطوط- اللوحة ١٥٧.
(٣) في س: الذي.
(٤) ولا يمكن أن يقال: ساقط من: نهاية العقول.
(٥) في الأصل: النصارى. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.
(٦) يقول الشيخ -رحمه الله- في الجواب الصحيح ٢/ ٣٠١: "وقد ذكر الإمام أحمد في كتاب الرد على الجهمية -وذكر غيره- أن النصارى الحلولية، والجهمية المعطلة اعترضوا على أهل السنة.
فقالت النصارى: القرآن كلام الله غير مخلوق. والمسيح كلمة الله فهو غير مخلوق. وقالت الجهمية: المسيح كلمة الله وهو مخلوق. والقرآن كلام الله فيكون مخلوقًا. وأجاب أحمد وغيره: بأن المسيح نفسه ليس هو كلامًا، فإن المسيح إنسان وبشر مولود من امرأة، وكلام الله ليس بإنسان ولا بشر، ولا مولود من امرأة، ولكن المسيح خلق بالكلام، وأما القرآن فهو نفسه كلام الله، فأين هذا من هذا؟ =

<<  <  ج: ص:  >  >>