للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} (١).

وقد احتج الإمام أحمد (٢) وغيره بهذه الآية وغيرها (٣) على أن القرآن من علم الله، فجعلوه بعض علم الله، فمن الذي يقول: إن علم الله ليس له بعض وجزء؟

واعلم أنه ليس في المسألة عمدة إلا ما اعتمد عليه إمام القوم القاضي أبو بكر بن الباقلاني، فإنه اعتمد فيها إجماعًا ادعاه (٤)، وهو في غير هذا الموضع (٥) يدعي إجماعات لا حقيقة لها، كدعواه إجماع


(١) سورة آل عمران، الآية: ٦١.
(٢) يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتابه "السنة" ص: ٤: "سمعت أبي يقول: من قال: القرآن مخلوق فهو عندنا كافر، لأن القرآن من علم الله، قال الله تعالى {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم. .} الآية.
وانظر: مسائل الإمام أحمد بن حنبل -رواية إسحاق بن إبراهيم ٢/ ١٥٣، ١٥٤.
(٣) كقوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} ١٢٠ / البقرة.
وقوله تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} ١٤٥ / البقرة.
يقول إسحاق بن إبراهيم: سمعت أبا عبد الله يقول: "أربعة مواضع في القرآن- الآيتان ١٢٠، ١٤٥ من سورة البقرة، والآية ٦١ من سورة آل عمران، والآية ٣٧ من سورة الرعد- {من بعد ما جاءك من العلم} فمن زعم أن القرآن مخلوق، فهو كافر".
انظر: مسائل الإمام أحمد برواية إسحاق بن إبراهيم ٢/ ١٥٤.
(٤) سوف يذكر الشيخ -رحمه الله- بعد أسطر قليلة هذا الإجماع فيما نقله عن أبي عبد الله الرازي في نهاية العقول.
(٥) في س، ط: غير موضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>