للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحقيقة قولهم: إن الله لم يتكلم بشيء، وهؤلاء يقولون: إن الله تكلم بذلك، وأن كلام الله قائم به، وأن كلام الله غير مخلوق، وهؤلاء أخرجوا المعاني أن تكون داخلة في مسمى الكلام وكلام الله، كما أخرج الأولون (١) الحروف والأصوات أن تكون داخلة في مسمى الكلام وكلام الله، لكن هؤلاء الذين يقولون: إن الكلام ليس هو إلّا الحروف والأصوات، لا يمنعون أن يكون للكلام (٢) معنى، بل النَّاس كلهم متفقون على أن الحروف والأصوات التي يتكلم بها المتكلمون (٣) تدل على معان، وإنَّما النزاع بينهم في شيئين:

أحدهما: أن تلك المعاني هل هي من جنس العلوم والإرادات؟، [أم هي حقيقة أخرى ليست هي العلوم والإرادات؟] (٤).

فالأولون يقولون: ذلك المعنى حقيقته (٥) غير حقيقة العلم والإرادة (٦).

والآخرون يقولون: ليست حقيقته تخرج عن ذلك.

والنزاع الثَّاني: أن مسمى الكلام هل هو المعنى أو هو اللفظ؟


= - ١٢/ ١٦٣، ١٦٤.
(١) الكلابية والأشاعرة ومن وافقهما.
(٢) في س، ط: الكلام.
(٣) في س، ط: المتكلم.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٥) في س، ط: حقيقة.
(٦) يقول الآمدي في غاية المرام ص: ٨٨: "ذهب أهل الحق من الإسلاميين إلى كون الباري -تعالى- متكلمًا بكلام قديم أزلي نفساني، إحدى الذّات، ليس بحروف ولا أصوات، وهو -مع ذلك- ينقسم بانقسام المتعلقات، مغاير للعلم والقدرة والإرادة، وغير ذلك من الصفات".
وانظر: ما ذكره الإيجي في المواقف ص: ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>