للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكبرياء والإرادة والكلام صفات لله تعالى.

وقال (١): ويقولون أسماء الله تعالى وصفاته، لا يقال: هي غيره، ولا يقال: إن علمه غيره، كما قالت الجهمية، ولا يقال: إن علمه هو هو، كما قال بعض المعتزلة، وكذلك قولهم في سائر الصفات.

فذكر الأشعري أن أصحاب ابن كلاب يقولون بأكثر قول أهل الحديث، وأن لهم زيادة أخرى، وذلك دليل على أنهم ينقصون عن أقوالهم.

فأما قول ابن كلاب في القرآن فلم يذكره الأشعري إلا عنه وحده، وجعل له ترجمة، فقال (٢): وهذا قول عبد الله بن كلاب.

قال (٣) عبد الله بن كلاب: إن الله لم يزل متكلمًا، وإن كلام الله صفة له قائمة به، وإنه قديم بكلامه (٤)، وإن كلامه قائم به كما أن العلم قائم به والقدرة قائمة به، وهو قديم بعلمه وقدرته، وإن الكلام ليس بحرف (٥) ولا صوت ولا ينقسم ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتغاير، وإنه معنى واحد بالله تعالى، وإن الرسم هو الحروف المتغايرة، وهو قراءة القارئ وأنه خطأ أن يقال: كلام الله هو هو أو بعضه أو غيره، وإن العبارات عن كلام الله تختلف وتتغاير، وكلام الله ليس بمختلف ولا متغاير، كما أن ذكرنا لله يختلف ويتغاير، والمذكور لا يختلف ولا يتغاير، وإنما سمي كلام الله عربيًّا، لأن الرسم (٦) الذي هو العبارة


(١) أبو الحسن الأشعري في المقالات، والكلام متصل بما قبله.
(٢) مقالات الإسلاميين -للأشعري- ٢/ ٣٥٧، ٣٥٨.
(٣) في هامش س: قف: حكاية كلام ابن كلاب في كلام الله تعالى.
(٤) وإنه قديم بكلامه: مكررة في: س.
(٥) في المقالات: بحروف.
(٦) في الأصل: الاسم. والمثبت من: س، ط، والمقالات.

<<  <  ج: ص:  >  >>