للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيرًا (١) من ملء (٢) الأرض من جنس الآخر، وذلك لاختلاف قلوبهم، وإلا فاختلاف الصور لا يبلغ قريبًا من ذلك، وهكذا كلام الله الذي أنزله على موسى وهو التوراة [والذي أنزله على عيسى وهو الإنجيل، والذي أنزله على داود وهو الزبور] (٣) والذي أنزله على محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو القرآن، لم يكن (٤) مغايرة بعضه بعضًا لمجرد (٥) اختلاف الألسنة، بحيث إذا ترجم كل واحد بلغة الآخر صار مثله أو صار هو إياه، كما قاله هؤلاء الملحدون في أسماء الله وآياته، بل مع الترجمة يكون لكل منهما (٦) معان (٧) ليست معاني (٨) الآخر ولا مثلها، بل التفاوت الذي بين معاني هذه الكتب أعظم من التفاوت الذي بين ألفاظها، واللسان العبري قريب من اللسان العربي، ومع هذا فمعاني القرآن فوق معاني التوراة بأمر عظيم، ثم المسيح إنما كان لسانه عبريًّا، وإنما بعده ترجم الإنجيل بالسريانية، أفترى الإنجيل الذي أنزله الله عليه بالعبرية (٩) هو التوراة التي (١٠) أنزلت على موسى؟!! بل يجب أن يعلم أصلان عظيمان:

أحدهما: أن القرآن له بهذا اللفظ والنظم العربي اختصاص


= فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق قال: قلت هذا، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لهذا عند الله أخير يوم القيامة من ملء الأرض من مثل هذا".
(١) في الأصل، س. خير. والمثبت من: ط.
(٢) في الأصل، س: ملا. والمثبت من: ط.
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من: س، ط.
(٤) في ط: تكن.
(٥) في س: كمجرد. وفي ط: بمجرد.
(٦) في س: منها.
(٧) في س، ط: هي معاني.
(٨) في جميع النسخ: معاني. وأثبت ما رأيته الصواب.
(٩) في س: العبرية.
(١٠) في س، ط: الذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>