للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه السابع والثلاثون:

أن يقال: المانع من ذلك إما قدمه أو شيء آخر، وأنت لم تذكر شيئًا آخر، والقدم لا (١) دليل لك عليه، كما سبق بيانه من أنهم لم يقيموا حجة على كونه قديمًا، كالعلم من كل وجه.

الوجه الثامن والثلاثون:

هب (٢) أنه قديم، فكونه قديمًا لا يوجب أن يكون صفة واحدة، فإنك تقول: إن صفات الرب من العلم والقدرة والسمع والبصر والحياة وغير ذلك قديمة، ولم يكن قدمها موجبًا لأن تكون هذه الصفة هي هذه الصفة، فمن أين أوجب قدم الأمر أن يكون هو عين النهي (٣) وأن يكون النهي عين الخبر؟ وهلا قلت في أنواع الكلام ما قلته في الصفات كما قاله بعض أصحابك؟

الوجه التاسع والثلاثون:

أن المحققين من أصحابك يعلمون أنه (٤) لا دليل على نفي سوى ما علموه من الصفات، فإنه لم يقم على النفي دليل شرعي ولا عقلي، فالنفي بلا دليل قول (٥) بلا علم، وعدم العلم ليس علمًا بالعلم، وعدم الدليل عندنا لا يوجب انتفاء المطلوب الذي يطلب العلم به والدليل


(١) في الأصل، س: فلا. والمثبت من: ط.
(٢) في جميع النسخ: أنه هب أنه والكلام يستقيم بما أثبته.
(٣) في الأصل: غير الذهن. وفي ط: غير النهي. وهو خطأ. والمثبت من: س.
(٤) في الأصل: على أنه. والكلام يستقيم بالمثبت من: س، ط.
(٥) في س، قوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>