للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كلهم] (١) نحن نقول: العلم هو القدرة، والقدرة هي السمع والبصر، ويقول الأشعري للمعتزلة: نحن نقول: الأمر هو النهي، ويقول القائلون بالحرف (٢) والصوت نحن نقول: الياء هي السين وأمثال ذلك كثير.

وإن قالوا: بل لا نقول (٣) في هذين إن أحدهما هو الآخر ولا غيره، أو هما متغايران باعتبار دون اعتبار أو نحو ذلك، كان القول فيما نوزعوا فيه من التبعيض نظير القول فيما أقروا به، وهذا كلام متين لا انفصال عنه بحال، وقد بسطناه في الكلام على تأسيس الرازي (٤).

الوجه الثالث والخمسون:

قوله: كما يعقل متكلم هو شيء واحد ليس بذي أبعاض، والذي أوجب كونه كذلك (٥) قدمه.


= وأما الجسم: فعبارة عن المؤتلف عن جوهرين فردين فصاعدا".
وقد ذكر أبو الحسن الأشعري في "مقالات الإِسلاميين" ٢/ ٨ - ١٣ اختلاف الناس في الجوهر ومعناه، وهل هو جسم؟ وهل الجواهر جنس واحد؟ وما يجوز على بعضها هل يجوز على جميعها؟ وهل يجوز وجودها ولا أعراض فيها أم يستحيل ذلك؟
يقول شيخ الإِسلام -رحمه الله- "وأكثر العقلاء من طوائف المسلمين وغيرهم ينكرون الجوهر الفرد، حتى الطوائف الكبار من أهل الكلام كالنجارية والضرارية الهشامية والكلابية وكثير من الكرامية مع أكثر الفلاسفة".
انظر: درء تعارض العقل والنقل- ٣/ ٣٥٥.
وراجع: نفس المصدر- ٤/ ٢٠١. وبيان تلبيس الجهمية- ١/ ٢٨٠ - ٢٨٦.
(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٢) في ط: الحروف.
(٣) في الأصل: تقول. وأثبت المناسب للسياق من: س، ط.
(٤) انظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية -لابن تيمية ١/ ٣٧٨، ٢/ ٢٣٨ - ٢٣٩.
(٥) في س، ط: ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>