للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممَّا وصف من نفسه، فكذلك أعظم تكلف (١) ما وصف الواصفون ممَّا لم يصف منها فقد -والله- عز المسلمون الذي يعرفون المعروف وبمعرفتهم يعرف، وينكرون المنكر وبإنكارهم ينكر يسمعون (٢) ما وصف الله به نفسه من هذا في كتابه، وما يبلغهم مثله عن نبيه فما مرض من ذكر هذا وتسميته من الرَّبّ قلب مسلم، ولا تكلف صفة قدره ولا تسميته غيره من الرَّبّ قلب مؤمن.

قوله: في هذا الموضع يسمعون (٣) ما وصف الرب من نفسه من هذا في كتابه، فإنَّه قال هنا: ما وصف الرب به نفسه من هذا، وفي سائر المواضع يقول: ما وصف من نفسه، وذلك لأنَّه هنا قال: تسمعون (٤) فلا بد أن يذكر الكلام الذي وصف الله به نفسه، والمسموع (٥) يتضمن ما وصف من نفسه، فلهذا قال: تسمعون ما وصف الله به نفسه من هذا، وفي غير هذا الموضوع كقوله: فما وصف من نفسه فسماه سميناه كما سماه، أراد ما دل عليه الكلام وبينه ووصفه، وهو الذي وصفه الله من نفسه وسماه، وذلك يعلم ويعرف ويذكر ولا يسمع، إلّا إذا وصف وذكر، وسيأتي بيان أن هذه (٦) الموصوفات التي وصفها الله من نفسه يوصف بها -أيضًا- فهي موصوفة (٧) باعتبار، والرب يوصف بها باعتبار.


(١) في س: نكلف.
(٢) في الأصل: يسمون. وفي س: الكلمة غير واضحة. والمثبت من: ط. وتقدمت في كلام عبد العزيز بن الماجشون.
(٣) في الأصل: يسمون. والمثبت من: س، ط.
(٤) في ط: يسمعون.
(٥) في س: المسمعوع. وهو تصحيف.
(٦) في الأصل: هذا. وقد أثبت الصواب من: س، ط.
(٧) في س: موصوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>