للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هكذا هو فإن] (١) الرؤية تستلزم ثبوت ذلك لا ريب، ولهذا كان من أثبت الرؤية ووافق الجهمي على نفي لوازمها، مخالفًا للفطرة العقلية عند عامة العقلاء المثبتة والنافية.

ثم قال: لما ذكر قوله {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (٢) فوالله ما دلهم على عظم (٣) ما وصف من نفسه، وما تحيط به قبضته [إلَّا صغر نظيرها منهم، فذكر أن ما دلت عليه الآية (٤) هو ما وصفه] (٥) من نفسه، وأن هذا الموصوف منه نظيره منهم صغير، فإذا كان هذا عظمة الذي هو صغير بالنسبة إلى ما لم يذكر، فكيف بعظمة ما لم يصف من نفسه سبحانه وتعالى؟!!.

ثم قال: فما وصف من نفسه فسماه سميناه كما سماه، ولم نتكلف من صفة ما سواه، فذكر أنا نسمي ونصف ما سمى ووصف من نفسه، ولا نتكلف أن نصف منه ما سوى ذلك، لا نجحد الموصوف من نفسه ولا نتكلف معرفة (٦) ما لم يصفه من نفسه.

وسائر كلامه يوافق هذا، يبين أنَّه وصف من نفسه موصوفات وسكت عما لم يصفه من نفسه كقوله: فإن (٧) تكلفك معرفة ما لم يصف من نفسه مثل إنكارك ما وصف منها، فكما أعظمت ما جحد الجاحدون


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س. وقد دون في الأصل: ولهذا كان من أثبت. ولا يستقيم بها. وفي ط: هكذا فإن.
(٢) سورة الزمر. الآية ٦٧.
(٣) في الأصل: علم. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط. وتقدمت كما هو مثبت.
(٤) في الأصل: الأئمة. وهو تصحيف. والمثبت من: ط.
(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.
(٦) في س: موفأت. وهو تصحيف.
(٧) في س. فا. وهو سهو من الناسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>