للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له معنى، كما أن الصدق لفظ له معنى، ولو (١) كان لفظًا لا معنى له في النفس لكان بمنزلة الأصوات والألفاظ المهملة، وليس الأمر كذلك، لكن يقال: هذا لا يخرجه عن أن يكون من جنس الاعتقاد الَّذي يكون من جنس العلم والجهل المركب، فإن المعتقد بالشيء (٢) بخلاف ما هو به، لا ريب أن هذا (٣) ليس بعالم به وإن اعتقد أنَّه عالم به، فالكذب من هذا الجنس، لكن الكذب يعلم صاحبه أنَّه باطل، والجهل المركب لا يعلم صاحبه أنَّه باطل، ومعلوم أن الاعتقادات في كونها (٤) حقًّا أو باطلًا أو معلومة أو مجهولة، لا يخرج عن الاشتراك في مسمى الاعتقاد والخبر النفساني، كما لا تخرج العبارة عنها بكونها حقًّا أو باطلًا أو معلومة أو مجهولة، من أن تكون (٥) لفظًا وعبارة وكلامًا، فإذا كانت العبارات على اختلاف أنواعها يجمعها النطق اللساني، فالمعنى الَّذي هو الاعتقاد على اختلاف أنواعه يجمعه النطق النفساني، والخبر النفساني، وهذا كما أن الإرادة أو الطلب سواء كانت إرادة خير أو إرادة (٦) شر، أو كان صاحبها عالمًا بحقيقة مراده وعاقبته (٧)، أو كان جاهلًا بعاقبته (٦)، فإن ذلك لا يخرجها عن الاشتراك في مسمى الإرادة أو الطلب.


(١) في الأصل: وإن. وأثبت المناسب للكلام من: س، ط.
(٢) في س، ط: للشيء.
(٣) في س، ط: أنَّه ليس.
(٤) في الأصل: كونه. وأثبت ما يناسب السياق من: س، ط.
(٥) في س: يكون.
(٦) في الأصل: وإرادة. وفي س: وارادت. وأثبت ما رأيته مناسبًا من: ط.
(٧) في س: عاقبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>