للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السمعيات (١)، فلهذا انتدب سلف الأمة وأئمتها وغيرهم للرد عليهم وتقرير ما أثبته الله ورسوله ورد تكذيبهم وتعطيلهم، وذكروا دلائل الكتاب والسنة على بيان الحق ورد باطلهم، ولما احتج أولئك بشبه عقلية بينوا لهم -أيضًا- (٢) أن العقل يدل على فساد قولهم، وصحة ما جاءت به الرسل كما قال تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} (٣)، وإذا (٤) كان الأمر كذلك، فمن نهى عن بيان ما بعث الله به رسوله من الإثبات، وأمر بما أحدث من النفي الذي لا يؤثر عن الرسل، كان قد أخذ من مشاقة الله ورسوله ومحادة الله ورسوله، ومحاربة الله ورسوله، بحسب ما سعى فيه من ذلك، حيث أمر بترك ما بعث به الرسول، وبإظهار ما يشتمل على مخالفته.


= وهذا الاسم -أعني السوفسطائية- اسم المهنة التي بها يقدر الإنسان على المغالطة والتمويه والتلبيس بالقول والإيهام، وهو مركب في اليونانية من "سوفيا" وهي الحكمة، من "أسطس" وهي المموهة، فمعناها الحكمة المموهة.
راجع: التبصير في الدين -للإسفراييني- ص: ١٤٩. والصفدية -لشيخ الإسلام ابن تيمية- ١/ ٩٧ - ٩٨ ت (٢) نفس الصفحة. وص ١٧٠ - ١٧١ من هذا الكتاب. والتعريفات -للجرجاني- ص: ١١٨ - باب السين. وتاريخ الفلسفة اليونانية -ليوسف كرم- ص: ٥٧.
(١) كثيرًا ما يشير الشيخ -رحمه الله- إلى هذه العبارة في كتبه. راجع مثلًا: السبعينية ص: ٧.
ودرء تعارض العقل والنقل- ٢/ ١٥ وكلاهما لابن تيمية، أي: يفعلون فعل القرامطة، فيجعلون للنص ظاهرًا وباطنًا كي يتفق مع مذهبهم الباطل.
(٢) في س، ط: أيضًا لهم.
(٣) سورة سبأ، الآية: ٦.
(٤) في س، ط: وإن.

<<  <  ج: ص:  >  >>