للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القاضي أبو يعلى (ت: ٤٥٨ هـ) كتبًا في الرد على الأشعرية والكرامية والباطنية (١).

هذا قليل من كثير ألفه علماء الإسلام ضد أهل البدع والأهواء في تلك الحقبة من الزمن.

وقد تتابع التأليف والتصدي من أئمة الإسلام، وكان من بينهم تقي الدين أبو العباس بن تيمية، فقد تصدى -رحمه الله- للانتصار لمذهب السلف ورد على الأشاعرة، والرافضة، والصوفية، وغيرهم ممن ضل الطريق المستقيم، فألف الكتب الكثيرة، وأجاب على الأسئلة العديدة التي ترده من بلاد شتى.

ومما ألفه في الرد على الأشاعرة -خصوصًا- وعلى طوائف أهل الأهواء -عمومًا- هذا الكتاب الذي بين أيدينا، إذ بيّن -رحمه الله- ضلال هذه الطائفة في مسألة عظيمة، وهي: مسألة كلام الله تعالى، وناقش قولهم: إنه معنى واحد قائم بالنفس لا يتعلق بمشيئته وقدرته، إن عبر عنه بالعربية كان قرآنًا، وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلًا، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة. وبين الشَّيخ -رحمه الله- أن هذا القول ممَّا اختص به الأشعري وابن كلاب، وما سواه فمسبوقان إليه، قد تكلم فيه من سبقهما (٢).

وأستطيع القول من خلال معايشتي لهذا الكتاب إنه الكتاب الوحيد (٣) من كتب الشَّيخ الذي تفرد بمناقشة الأشاعرة (٤) في هذه المسألة مناقشة موضوعية


(١) انظر ص: ١٦٨ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
(٢) انظر ص: ٦٢٥ من قسم التحقيق لهذا الكتاب.
(٣) قد يتبادر إلى ذهن القارئ فيقول: إن للشيخ -رحمه الله- كتبًا في هذه المسألة وأقرب مثال على ذلك ما يحويه المجلد الثَّاني عشر من الفتاوى.
وأقول: هذا المجلد عبارة عن مجموعة أسئلة وجهت إلى الشَّيخ في مناسبات مختلفة وأجاب عنها، جمعها ابن قاسم -رحمه الله- في مجلد لمًّا لشتاتها وتيسيرًا على القارئ، والشيخ -رحمه الله- في إجاباته يتعرض لأقوال النَّاس في هذه المسألة، وينقضها بما يبطلها، بخلاف الكتاب الذي بين أيدينا فهو وحدة متكاملة ألف من أجل الرد على طائفة معيّنة خصوصًا وبقية الطوائف عمومًا.
(٤) قد يستدعي النقاش والنقض من الشَّيخ -رحمه الله رحمة واسعة- التعرض =

<<  <  ج: ص:  >  >>