للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيكون كونه في جهة بحيث يتوجه إليه أو يشار إليه، ولا يعني بالجهة موجودًا منفصلًا عنه، ولا يعني عدميًّا، وهؤلاء قد يقولون: الجهة من الأمور الإضافية، فكون الشيء من الجهة معناه أنه مباين (١) لغيره، وكل موجود قائم بنفسه فإنه مباين لغيره.

وقد يقولون كونه في الجهة معناه: أنه متميز بذاته محقق الوجود، وإن لم يقدر موجود سواه، وهؤلاء يقولون: هو في الجهة قبل وجود العالم، والأولون يقولون: لا نعقل الجهة إلا بعد وجود العالم.

وأصل ذلك (٢) أن هؤلاء يقولون: إن مسمى الجهة نوعان: إضافي متنقل، وثابت لازم.

فأما الأول فهي الجهات الست للحيوان -أمامه وهو ما يؤمه، وخلفه وهو ما يخلفه، ويمينه، ويساره، وفوقه، وتحته، وهو ما يحاذي ذلك، وهذه الجهات ليست جهات لمعنى يقوم بها (٣)، ولا ذلك صفة لازمة لها، بل تفسير (٤) اليمين يسارًا، واليسار يمينًا، والعلو سفلًا، والسفل علوًا بتحرك (٥) الحيوان من غير تغير في الجهات.

وأما الثاني: فهو جهتا (٦) [العالم وهي] (٧). . . . . . . . . .


(١) في س: "مباينًا".
(٢) أي: منشأ غلطهم.
وقد أشار إلى هذين النوعين الشيخ -رحمه الله- في كتابه بيان تلبيس الجهمية ٢/ ١٢١.
وانظر كلام الشيخ -رحمه الله- عن الجهة وتنازع الناس فيه، في الرسالة التدمرية ص: ٢٦، ومجموع الفتاوى ٥/ ٢٦٢.
(٣) بل هي جهات تتغير وتتبدل بحسب حركته.
(٤) في الأصل: "نظير"، وأثبت ما يناسب المعنى من: س، ط.
(٥) في س، ط: "يتحرك".
(٦) في س: "جهة".
(٧) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>