للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولون: العالم كله متحيز، وإن لم يكن في شيء آخر موجود، إذ كل موجود سوى الله فإنه من العالم.

وقد يفرقون بين الحيز والمكان، فيقولون: الحيز تقدير المكان، وكل قائم بنفسه مباين لغيره بالجهة فإنه متحيز عندهم، وإن لم يكن في شيء موجود، ولهذا يقول بعضهم: الحيز (١) من لوازم الجسم، ويقول بعضهم: هو من لوازم القياس بالنفس كالتميز والمباينة.

وعلى هذا التفسير، فالحيز إما وجودي، وإما عدمي، فإن كان عدميًّا فالقول فيه كالقول في معنى الجهة العدمية، وإن كان وجوديًّا، فإما أن يراد به ما ليس خارجًا، أو ما هو خارج (٢) عنه (٣)، [فالأول مثل حدود المتحيز وجوانبه، فلا يكون الحيز شيئًا خارجًا على المتحيز] (٤) على هذا التفسير، وإما أن يعني به شيء موجود منفصل (٥) عن المتحيز خارج (٦) عنه، فإذا هو التفسير الأول، وليس غير الله إلا العالم، فمن قال: إنه في حيز موجود منفصل فقد قال: إنه في العالم أو بعضه، وهذا مما قد صرحنا بنفيه (٧)، وإذا كان كذلك، فلا بد من تفصيل المقال ليزول هذا الإبهام (٨) والإجمال.


(١) في س، ط: "التحيز".
(٢) في الأصل، س: "خارجًا". وقد أثبت ما لعله الصواب من: ط.
(٣) في الأصل: "عن التحيز" والكلام يستقيم بالمثبت من: س، ط.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٥) في الأصل: "ينفصل" وأثبت المناسب للكلام من: س، ط.
(٦) في الأصل: "خارجًا" والمثبت من: س، ط.
(٧) في الأصل: نفيه. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.
وقد صرح شيخ الإِسلام -رحمه الله- بنفي التحيز بمعنى أن الله تحوزه المخلوقات.
راجع: الرسالة التدمرية ص: ٢٥، ٢٦.
(٨) في س: الإيهام.

<<  <  ج: ص:  >  >>