للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبارك وتعالى، فلقي ناسًا (١) من المشركين يقال لهم: السمنية (٢) فعرفوا الجهم، فقالوا له: نكلمك، فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك، فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له:

ألست تزعم أن لك إلهًا؟ قال الجهم: نعم. فقالوا له: فهل رأيت إلهك؟ قال: لا. فقالوا له: هل (٣) سمعت كلامه؟ قال: لا. قالوا: فشممت له رائحة؟ قال: لا. قالوا: فوجدت له حسًّا؟ قال: لا. قالوا: فوجدت له مجسًا؟ قال: لا. قالوا: فما يدريك أنه إله؟ فتحير الجهم، فلم يدر من يعبد أربعين يومًا، ثم إنه استدرك حجة من جنس [حجة] (٤) الزنادقة من النصارى، وذلك أن زنادقة (٥) النصارى يزعمون أن الروح الذي (٦) في عيسى هي من روح (٧) الله من ذات الله، وإذا أراد [الله] (٨) أن يحدث أمرًا دخل في بعض خلقه فتكلم على لسان


(١) في الرد على الجهمية والزنادقة: "أناسًا".
(٢) السمنية: إحدى الفرق الضالة، كانت قبل دولة الإِسلام، ينفون النظر والاستدلال، ويقولون بقدم العالم، ويزعمون أنه لا معلوم إلا من جهة الحواس الخمس، وأنكر أكثرهم المعاد والبعث بعد الموت، وقال فريق منهم بتناسخ الأرواح في الصور المختلفة. . . إلى غير ذلك من أقوالهم الباطلة.
راجع: الفرق بين الفرق -للبغدادي- ص: ٢٧٠ - ٢٧١. والتبصير في الدين -للإسفراييني- ص: ١٤٩. وكشاف اصطلاحات الفنون -للتهانوني- ٤/ ٥٢.
(٣) في الرد على الجهمية والزنادقة: "قالوا: هي. . . ".
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
وفي الرد على الجهمية والزنادقة: ". . . حجة مثل حجة الزنادقة. . . ".
(٥) في الأصل: "زندقة". والمثبت من: س، ط، والرد على الجهمية.
(٦) في ط: "التي".
(٧) في الرد على الجهمية: "هي روح الله".
(٨) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، وهامش كتاب الرد على الجهمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>