للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(خلق)، والذي قال الله جل جلاله (جعل) على معنى (خلق) لا يكون إلّا خلقًا ولا يقوم إلا مقام خلق لا يزول عنه (١) المعنى. فممّا (٢) قال الله (جعل) على معنى (خلق)، قوله (٣) {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} (٤) [يعني: خلق الظلمات والنور] (٥)، [وقال] (٦): {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ} (٧) يقول: خلقنا الليل والنهار آيتين، وقال: {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} (٨) وقال: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} (٩) يقول: خلق منها زوجها، خلق من آدم حوى، وقال: {وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ} (١٠) ومثله في القرآن كثير، فهذا وما كان أمثاله (١١) لا يكون (١٢) إلّا على معنى خلق.

وقوله {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ} (١٣) لا يعني ما خلق الله من بحيرة، وقال الله لإبراهيم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} (١٤) لا يعني إني خالقك


(١) في ط: "عن".
(٢) في جميع النسح: "فما". وهو تصحيف. والمثبت من الرد على الجهمية.
(٣) في جميع النسخ: ". . خلق كذلك قوله" والكلام لا يستقيم بدون كلمة "كذلك".
(٤) سورة الأنعام، الآية: ١.
في س: "الحمد الله" بدلًا من "الحمد لله". وهو خطأ.
(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة يقتضيها السياق.
(٧) سورة الإسراء، الآية: ١٢.
(٨) سورة نوح، الآية: ١٦. في جميع النسخ: "وجعلنا الشمس. . " وهو خطأ.
(٩) سورة الأعراف، الآية: ١٨٩.
(١٠) سورة النمل، الآية: ٦١.
(١١) في س، ط: "مثاله".
(١٢) في س، ط: "لا يكون مثاله".
(١٣) سورة المائدة، الآية: ١٠٣.
(١٤) سورة البقرة، الآية: ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>