للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها السبل، وخلق الجبال والرمال والآكام وما فيها، في يومين آخرين، فذلك قوله: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (١)، وقوله: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} (٢) وجعلت السماوات (٣) في يومين آخرين.

وأما قوله {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (٤) {غَفُورًا رَحِيمًا} (٥) {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (٦) فإن الله جعل نفسه ذلك، وسمى نفسه ذلك، ولم ينحله أحدًا (٧) غيره، وكان الله، أي: لم يزل كذلك، ثم قال ابن عباس: احفظ عني ما حدثتك واعلم أن ما اختلف عليك من القرآن أشباه ما حدثتك، فإن الله لم ينزل شيئًا إلّا أصاب به الذي أراد، ولكن الناس لا يعلمون، فلا يختلف عليك القرآن، فإن كلًّا من عند الله.

وهكذا رواه يعقوب بن سفيان (٨) في. . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) سورة النازعات، الآية: ٣٠.
(٢) سورة فصلت، الآيتين: ٩، ١٠.
(٣) في الأصل: السموات والأرض. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط، والمعرفة والتاريخ.
(٤) سورة النساء، الآية: ١٣٤.
(٥) سورة النساء، الآية: ٩٦.
(٦) سورة النساء، الآية: ١٥٨.
(٧) في ط: أحد. وسوف يبين الشيخ في ص: ٥٧٩ أن في قول ابن عباس هذا ما يدل على فساد قول الجهمية من وجوه، وذكرها.
(٨) هو: أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي، الإمام الحافظ روى عنه الترمذي والنسائي وابن خزيمة وغيرهم.
قال أبو زرعة الدمشقي: قدم علينا من نبلاء الرجال يعقوب بن سفيان يعجز أهل العراق أن يرو مثله. توفي سنة ٢٧٧ هـ.
راجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي ٢/ ٥٨٢، ٥٨٣. البداية والنهاية -لابن كثير ١١/ ٦٨. تهذيب التهذيب -لابن حجر ١١/ ٣٨٥ - ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>