للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحاب بشر المريسي فأظهر التوبة من ذلك، وأظهر الوقف في لفظ المخلوق، دون لفظ المحدث، كما حكاه الأشعري عنه (١)، ومقصوده مقصود من يقول: هو مخلوق، وعرف الأئمة حقيقة حاله، فلم يقبل الإمام أحمد وسائر أهل السنة هذه التوبة، لأنها توبة غير صحيحة، حتَّى كان يعادي أهل السنة ويكذب عليهم، حتَّى كذب على الإمام أحمد غير مرة (٢)، وقد ذكر قصته أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الخرقي - خليفة المروذي (٣)، والد أبي القاسم صاحب المختصر في الفقه (٤) - في قصص الذين أمر أحمد بهجرانهم، ومسألته للمروذي عنهم واحدًا واحدًا (٥)، وأخبار المروذي (٦) له بما كان عنده في ذلك.

ونقل الخلال من (٧) أخباره في كتاب السنة ما يوضح الأمر، فقال:


(١) قال الأشعري في المقالات ٢/ ٢٥٦: "وقال محمد بن شجاع الثلجي ومن وافقه من الواقفة: إن القرآن كلام الله، وإنه محدث كان بعد أن لم يكن، وبالله كان، وهو الَّذي أحدثه، وامتنعوا من إطلاق القول بأنه مخلوق، أو غير مخلوق".
(٢) يقول الذهبي في ميزان الاعتدال ٣/ ٥٧٧: "جاء من غير وجه أنَّه كان ينال من أحمد وأصحابه. . " فذكر في ص: ٥٧٨: "أن ابن الثلاج يقول: أصحاب أحمد بن حنبل يحتاجون أن يذبحوا،. . وقال عبد السلام القاضي: سمعت ابن الثلاج يقول: عند أحمد بن حنبل كتب الزندقة".
ولا يخفى ما في هذا من النيل للإمام أحمد وأصحابه، ولذا أمر -رحمه الله- بهجره. كما ذكره الشيخ.
(٣) في الأصل: المروزي. والمثبت من: س، ط. وهو أبو بكر أحمد بن الحجاج. وقد تقدم التعريف بهما.
(٤) تقدم الكلام عليه وعلى مختصره.
(٥) في الأصل: واحد. والمثبت من: س، ط.
(٦) في الأصل: المروزي. والمثبت من: س، ط. وتقدم التعريف به.
(٧) من: ساقطة من: ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>