للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك هو التبعيض والتغاير الَّذي يطلقون إنكاره، وهذا أصل نفاة (١) الجهيمية المعطلة، وهم كما قال الأئمة: لا يثبتون (٢) شيئًا في الحقيقة.

ولهذا قال الإمام أبو عمر بن عبد البر (٣):

(الَّذي أقول: إنه إذا نظر (٤) إلى إسلام (٥) أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وسعيد وعبد الرحمن (٦)، وسائر المهاجرين والأنصار، وجميع الوفود الذين دخلوا في دين الله أفواجًا، علم أن الله عزَّ وجلَّ لم يعرفه واحد منهم إلّا بتصديق النبيين وبأعلام (٧) النبوة، ودلائل الرسالة، لا من قبل حركة ولا سكون (٨)، ولا من باب الكل والبعض، ولا من باب كان ويكون، ولو كان النظر في الحركة والسكون عليهم واجبًا، وفي الجسم ونفيه والتشبيه ونفيه لازمًا [ما] (٩) أضاعوه، ولو أضاعوا الواجبات لما نطق (١٠) القرآن بتزكيتهم وتقديمهم، ولا أطنب في


(١) في س: نفاه.
(٢) في الأصل: يثبون. والمثبت من: س، ط.
(٣) في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ٧/ ١٥٢.
هو: يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي الحافظ، شيخ علماء الأندلس، وكبير محدثيها في وقته، له مصنفات كثيرة استقصى ذكرها القاضي عياض. يقول الذهبي: كان دينًا صينًا ثقة حجة صاحب سنة واتباع. توفي رحمه الله سنة ٤٦٣ هـ.
راجع: ترتيب المدارك -للقاضي عياض ٨/ ١٢٧ - ١٣٠. شجرة النور الزكية -لمحمود مخلوف - ١/ ١١٩. تذكرة الحفاظ -للذهبي- ٣/ ١٢٨ - ١٣٠.
(٤) في التمهيد: إنه من نظر.
(٥) في الأصل، س: الإسلام. والمثبت من: ط، والتمهيد.
(٦) في التمهيد:. . . وعلي وطلحة وسعد وعبد الرحمن.
(٧) في التمهيد:. . . بتصديق النبيين بأعلام. . .
(٨) ولا سكون: ساقطة من: التمهيد.
(٩) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والتمهيد.
(١٠) في التمهيد: الواجب ما نطق. .

<<  <  ج: ص:  >  >>