للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل قول الله {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} (١) ومثل قوله {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (٢) كلهم يقول: ينزل ويتجلى ويجيء بلا كيف، ولا يقولون: كيف يجيء؟ وكيف يتجلى؟ وكيف ينزل؟ (٣) وفي قوله: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} (١) دلالة واضحة أنَّه لم يكن قبل ذلك متجليًا للجبل، وفي ذلك ما يفسر لك (٤) حديث النزول (٥)، ومن أراد أن يقف على أقاويل (٦) العلماء في قوله {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} (٧) فلينظر في تفسير بقي بن مخلد وتفسير محمد بن جرير، وليقف على ما ذكرا من ذلك- والله أعلم) (٨).

وقد ذكر القاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويلات لأخبار الصفات (٩): وما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني (١٠) أبي،


= عن منهج السلف في عقيدته، أو تأثر بمذاهب المعتزلة والجهمية والفلاسفة.
وحقق هذا الكتاب الأخ: محمد بن عبد الرحمن الخميس، أحد منسوبي قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين للحصول به على درجة الماجستير.
(١) سورة الأعراف، الآية: ١٤٣.
(٢) سورة الفجر، الآية: ٢٢.
(٣) في التمهيد بعد كلمة "ينزل" ما يلي: ولا من أين جاء؟ ولا من أين تجلى؟ ولامن أين ينزل؟ لأنَّه ليس كشيء من خلقه، وتعالى عن الأشياء ولا شريك له. . .
(٤) في التمهيد: معنى.
(٥) في الأصل، ط: التنزل. وفي التمهيد: التنزيل. والمثبت من: س.
(٦) في هامش س: تأويل.
(٧) سورة الأعراف. الآية ١٤٣.
(٨) نهاية كلام ابن عبد البر. وقد ورد في التمهيد:. . . على ما ذكرا من ذلك ففيما ذكرا منه كفاية، وبالله العصمة والتوفيق.
(٩) إبطال التأويلات لأخبار الصفات -للقاضي أبي يعلى- مخطوط- لوحة: ٩٨.
(١٠) في إبطال التأويلات: قال: حدثني.

<<  <  ج: ص:  >  >>