للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: (أما بعد، فقد فهمت ما سألت [عنه] (١) فيما تتابعت (٢) الجهمية، ومن خلفها (٣)، في صفة الرَّبِّ العظيم، الذي فاقت (٤) عظمته الوصف والتقدير، وكلّت الألسن عن تفسير صفته، وانحسرت العقول دون معرفة قدره، ردت عظمته العقول (٥)، فلم تجد مساغًا فرجعت خاسئة (٦)، وإنما أمروا بالنظر والتفكير فيما خلق بالتقدير (٧)، وإنَّما يقال: كيف؟ لمن لم يكن مرَّة ثم كان، فأمَّا الذي لا يحول (٨) ولا يزول (٩) ولم يزل وليس له مثل، فإنَّه لا يعلم كيف هو إلّا هو [وكيف يعرف قدر من لم يبدأ، ومن لا يموت ولا يبلى؟ وكيف يكون لصفة شيء منه حد أو منتهى يعرفه عارف أو يحد قدره واصف، على أنَّه الحق المبين لا حق أحق منه ولا شيء أبين منه] (١٠) الدليل (١١) على عجز العقول عن تحقيق صفته، عجزها عن تحقيق صفة أصغر خلقه (١٢) لا تكاد تراه صغرًا (١٣) يحول ويزول، ولا يرى له سمع ولا بصر [لما


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: السير، والمختصر.
(٢) في المختصر: تتايعت.
(٣) في هامش الأصل: وافقها. وفي س: خالفهما. ومن خلفها: ساقطة من: السير، والمختصر. والمثبت من: ط، والفتوى الحموية.
(٤) في س: فاتت. وهو تصحيف.
(٥) قوله: "ردت عظمته العقول" ساقط من: السير، والمختصر.
(٦) في السير، والمختصر: خاسئة حسيرة.
(٧) بالتقدير: ساقطة من: السير، والمختصر.
(٨) في السير، والمختصر: أما من لا يحول.
(٩) ولا يزول: ساقطة من السير.
(١٠) ما بين المعقوفتين ساقط من: السير، والمختصر. ومذكور في: الفتوى الحموية.
(١١) في السير، والمختصر: فالدليل.
(١٢) في ط: مخلوقاته.
(١٣) في ط: صغيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>