للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما ذكر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه سماه من صفة ربه، فهو بمنزلة ما سمى ووصف الرب -تعالى- من نفسه.

والراسخون (١) في العلم -الواقفون حيث انتهى علمهم، الواصفون لربهم بما (٢) وصف من نفسه، التاركون لما ترك من ذكرها- لا ينكرون صفة ما سمَّى منها جحدًا، ولا يتكلفون وصفه بما لم يسم تعمقًا، لأنَّ الحق ترك ما ترك، وتسمية (٣) ما سمى فمن {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (٤) أوهب (٥) الله لنا ولكم حكمًا وألحقنا بالصالحين.

فتدبر كلام هذا الإمام (٦)، وما فيه من المعرفة والبيان.

والمقصود هنا: تكلمه بلفظ (من) في مواضع (٧) عديدة كقوله: كيف (٨) يكون لصفة شيء منه [حد أو منتهى يعرفه عارف أو يحد قدره واصف، فذكر أن صفته شيء منه] (٩) لا يعرف أحد حدها ولا قدرها.

ثم قال: الدليل على عجز العقول عن تحقيق صفته عجزها عن تحقيق صفة أصغر مخلوقاته، فجعل الصفة هنا له لا لشيء منه، لأنَّه استدل بالعجز عن تحقيق صفة المخلوق، ثم أمر بمعرفة ما ظهر علمه


(١) في المختار: من نفسه من أجل ما وصفنا كالجاحد المنكر لما وصفنا منها.
(٢) في الأصل: ممَّا. والمثبت من: س، ط، والفتوى الحموية، والمختار.
(٣) في س: وتسميته. وفي ط: وسمى.
(٤) سورة النساء، الآية: ١١٥.
وقد ورد في الأصل: اتبع. وفي س، ط: وسارت. وهو تصحيف.
(٥) في س، ط، والفتوى الحموية: وهب.
(٦) المتقدم ذكره هو: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. وقد تقدم التعريف به.
(٧) في س: موضع.
(٨) في ط وكيف.
(٩) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>