للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهل" (١) السنة والجماعة، أن القرآن الذي هو كلام الله، هو القرآن الذي يعلم المسلمون أنَّه القرآن، والقرآن وسائر الكلام (٢) له حروف ومعاني، فليس الكلام ولا القرآن إذا أطلق اسمًا لمجرد الحروف، ولا اسمًا (٣) لمجرد المعاني، بل الكلام اسم للحروف والمعاني جميعًا، فنشأ بعد السلف والأئمة ممن هو موافق للسلف -والأئمة على إطلاق القول بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق- طائفتان:

طائفة (٤) قالت: كلام الله ليس إلّا مجرد معنى قائم بالنفس، وحروف القرآن ليست من كلام الله، ولا تكلم بها (٥)، ولا يتكلم الله بحرف ولا صوت، و {الم} و {طس} و {ن} وغير ذلك ليس من كلام الله الذي تكلم هو به، ولكن خلقها، ثم منهم من قال: خلقها في الهواء ومنهم من قال: خلقها مكتوبة في اللوح المحفوظ، ومنهم من قال: جبريل هو الذي أحدثها، وصنفها بإقدار الله له على ذلك، ومنهم من زعم أن محمدًا هو الذي أحدثها وصنفها بإقدار الله له على ذلك (٦)،


= وفي الأصل، س: بياض بقدر ثلاث كلمات، وفي ط: نجمة.
(١) في س، ط: والأئمة أهل السنة. . .
(٢) في هامش س: الكلام اسم للحروف والمعاني جميعًا.
(٣) في الأصل: أسماء المجرد الحروف ولا أسماء. . وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.
(٤) وهم الكلابية ومن وافقهم، كالأشاعرة وغيرهم.
انظر تفصيل مذهبهم في مقالات الإسلاميين ٢/ ٢٥٧، ٢٥٨، ٢٧٠، ٢٧٤. ومجموعة الرسائل والمسائل -لابن تيمية- كتاب مذهب السلف القويم في تحقيق مسألة كلام الله الكريم ١/ ٣ / ٣٧٧، ٣٧٨، ٤٥٤، ٤٥٥. ومجموع الفتاوى -لابن تيمية- ١٢/ ١٢٠.
(٥) في س، ط: الله بها.
(٦) هذه الأقوال تفريع على قول الكلابية والأشاعرة ومن وافقهما: إن القرآن العربي ليس هو كلام الله، وإنَّما كلامه المعنى القائم بذاته، والقرآن خلق ليدل على ذلك المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>