للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن المعنى فقط، وأن معنى القرآن يعود إلى العلم، فهو من علم الله، ولم يرد بالقرآن الحروف والمعاني، فمن جعل القرآن كله ليس له معنى إلّا العلم فقد كذب.

وأما من قال عن هذه الآيات التي احتج بها أحمد أن معناها العلم، لأنها [كلها] (١) من باب الخبر، ومعنى الخبر [العلم فإذا أقرب من الأول، وهذا إذا صح يقتضي أنه قد يراد بالكلام المعنى] (٢) تارة كما يراد به الحروف أخرى، فأما أن يكون أحمد يقول: إن الله لا يتكلم بالحروف، فإذا خلاف نصوصه الصريحة عنه، لكن قد يقال: القرآن الذي هو قديم لا يتعلق بمشيئته هو المعنى الذي سماه الله علمًا، وذلك هو الذي يكفر من قال بحدوثه.

قال الخلال في كتاب السنة (٣): الرد على الجهمية الضلال أن الله


= القياس أصحاب الظاهر، قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم، مع أنه لا يثبت علمًا هو صفة".
يقول في "الفصل" ٣/ ٨: "ونقول -أيضًا- إن القرآن هو كلام الله -تعالى-، وهو علمه، وليس شيئًا غير الباري -تعالى- برهان ذلك قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} ١٤ / الشورى. وقال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} ١١٥ / الأنعام.
وباليقين يدري كل ذي فهم أنه تعالى إنما عنى سابق علمه الذي سلف بما ينفذه ويقضيه".
ويقول في ص: ٩: "وأما علم الله تعالى فلم يزل وهو كلام الله تعالى، وهو القرآن، وهو غير مخلوق، وليس هو غير الله تعالى أصلًا، ومن قال: إن شيئًا غير الله تعالى لم يزل مع الله - عَزَّ وَجَلَّ - فقد جعل لله - عَزَّ وَجَلَّ - شريكًا".
(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٣) لم أقف عليه في كتاب السنة "المسند من مسائل أبي عبد الله أحمد بن حنبل" لعدم وضوح بعض لوحاته، رغم اجتهادي في ذلك.
وذكره الشيخ -رحمه الله- في كتابه "درء تعارض العقل والنقل" ٢/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>