للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيسبحون (١) فيسبح [من تحتهم] (٢) بتسبيحهم، فيسبح من تحت ذلك، فلم يزل التسبيح يهبط حتى ينتهي إلى السماء الدنيا حتى (٣) يقول بعضهم لبعض: لم سبحتم؟ فيقولون: سبح من فوقنا فسبحنا بتسبيحهم فيقولون: أفلا تسألون من فوقكم مم سبحوا (٤)؟ فيسألونهم، فيقولون: قضى الله في خلقه كذا وكذا الأمر الذي كان، فيهبط به الخبر من سماء إلى سماء، حتى ينتهي إلى السماء الدنيا، فيتحدثون به فتسترقه (٥) الشياطين بالسمع على توهم منهم واختلاف، ثم يأتون به إلى الكهان (٦)


(١) في س، وخلق أفعال العباد: فيسبحوا.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، وخلق أفعال العباد.
(٣) في خلق أفعال العباد: ثم.
(٤) في الأصل: لم سبحتم. وهو تصحيف. وفي س: بم سبحوا. والمثبت من: ط، وخلق أفعال العباد.
(٥) في خلق أفعال العباد: فيسترقه.
(٦) الكهان: جمع كاهن، والكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار، ومطالعة علم الغيب، وحرفته الكهانة -بفتح الكاف وكسرها.
راجع: لسان العرب -لابن منظور- ١٣/ ٣٦٢، ٣٦٣ (كهن). والتعريفات -للجرجاني- ص: ١٨٣. وتاج العروس -للزبيدي- ٩/ ٣٢٦، ٣٢٧ (كهن).
والكهانة على ثلاثة أضرب -كما قال القاضي عياض، فيما نقله عنه النووي في شرحه لصحيح مسلم ٧/ ١٤ / ٢٢٣:
أحدها: يكون للإنسان ولي من الجن يخبره بما يسترقه من السمع من السماء.
الثاني: أن يخبره بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض، وما خفي عنه مما قرب أو بعد.
الثالث: المنجمون، وهذا الضرب يخلق الله فيه لبعض الناس قوة، لكن الكذب فيه أغلب، ومن هذا الفن (العرافة). وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفته بها، وقد يعتضد بعضهم في ذلك بالزجر والطرق والنجوم.
وانظر: فتح الباري لابن حجر ٢١/ ٣٤٤ - ٣٤٦. وشرح السنة للبغوي =

<<  <  ج: ص:  >  >>