للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متكلم، والعلم بأنه متكلم بعد العلم [بأنه] (١) حي، والعلم بأنه حي بعد العلم بأنه فاعل بعد (٢) العلم بالفعل وكون العالم فعلًا له، وذلك يتضمن العلم بكونه قادرًا [وله قدرة (٣)، وعالمًا وله علم، ومريدًا وله (٤) إرادة، وسائر ما لا يصح العلم بالله تعالى إلا بعد العلم به من شرائط الإيمان (٥) ".

قال (٦): "ثم السمع قد ورد بضم شرائط أخر إليه، وهو أن لا يقترن به ما يدل على كفر من يأتيه فعلًا وتركًا، وهو أن الشرع أمره (٧) بترك السجود والعبادة للصنم، فلو أتى به دل على كفره، وكذلك لو قتل نبيًّا أو استخف به دل على كفره، وكذلك لو ترك تعظيم المصحف والكعبة دل على كفره، وكذلك لو خالف إجماع الخاص والعام في شيء أجمعوا عليه دل خلافه إياهم على كفره، فأي واحد مما استدللنا به على كفره مما منع الشرع أن يقرنه بالإيمان إذا وجب ضمه إلى الإيمان -لو وجد- دلنا ذلك على [أن] (٨) التصديق الَّذي هو الإيمان مفقود من قلبه،


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والإيمان لابن تيمية.
(٢) في ط: وبعد.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: الإيمان.
(٤) في س: ومريدًا له وله. وهو تصحيف.
(٥) بعد كلمة "الإيمان" علق شيخ الإسلام -رحمه الله- على كلام أبي الحسن الأشعري المتقدم في كتاب "الإيمان" ص: ١٢٥، بقوله:
"قلت: هذا مما اختلف فيه قول الأشعري، وهو أن الجهل ببعض الصفات هل يكون جهلًا بالموصوف، أم لا؟ على قولين، والصحيح الَّذي عليه الجمهور وهو آخر قوليه، أنَّه لا يستلزم الجهل بالموصوف، وجعل إثبات الصفات من الإيمان مما خالف فيه الأشعري جهمًا، فإن جهمًا غالى في نفي الصفات، بل وفي الأسماء".
(٦) القائل: أبو الحسن الأشعري. الإيمان ص: ١٢٥.
(٧) في الأصل: أمر. وأثبت المناسب من: س، ط، والإيمان.
(٨) ما بين المعقوفتين زيادة يستقيم بها الكلام من كتاب الإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>