للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلاف ما في قلوبهم، وقد أخبر الله في كتابه أنهم ليسوا بمكذبين بما علموه، أي: مكذبين بقلوبهم وإن لم يكونوا مؤمنين مقرين مصدقين إذ (١) العبد يخلو في الشيء الواحد عن التصديق والتكذيب، والكفر أعم من التكذيب، فكل من كذب الرسول كافر وليس كل كافر مكذبًا، بل من يعلم (٢) صدقه ويقر به، وهو مع ذلك يبغضه أو يعاديه كافر (٣)، ومن (٤) أعرض فليس (٥) يعتقد لا صدقه ولا كذبه كافر، وليس بمكذب، وكذلك العالم بالشيء قد يخلو عن التكذيب به (٦) عن التصديق به الَّذي هو مستلزم لعمل القلب، وإن لم يخل (٧) عن التصديق الَّذي هو مجرد علم القلب. فأما أن يقوم بالقلب تصديق قولي غير العلم فهذا الَّذي ادعاه هؤلاء الشذاذ عن الجماعة، وهو مورد النزاع.

ولهذا قال الجنيد بن محمد (٨): "التوحيد قول القلب، والتوكل عمل القلب" (٩).


(١) في س: إذا.
(٢) في الأصل، س: تعلم. وأثبت المناسب لسياق الكلام من: ط. وهو نهاية التمزق المشار إليه في ص: ٦٧٠، فقد سقط ما بين كلمة "كل كافر" وكلمة "يعلم"، وظهرت كلمات مقلوبة من الورقة اللاحقة.
(٣) في س: كافرًا.
(٤) في ط: أو من.
(٥) في س، ط: فلم.
(٦) به: ساقطة من: س، ط.
(٧) في الأصل، س: وأن لا يخلوا. وأثبت ما يصير به الكلام مفهوما من: ط.
(٨) هو: أبو القاسم الجنيد بن محمد بن جنيد الخزاز، ويقال: القواريري، شيخ الصوفية، أصله من نهاوند وولد ونشأ ببغداد، وسمع بها الحديث وتفقه على أبي ثور، واشتهر بصحبة الحارث المحاسبي، توفي سنة ٢٩٨ هـ.
انظر: تاريخ بغداد -للبغدادي- ٧/ ٢٤١ - ٢٤٩. والمنتظم -لابن الجوزي- ٦/ ١٠٥، ١٠٦. والبداية والنهاية -لابن كثير- ١١/ ١٢٨، ١٢٩.
(٩) قول الجنيد ذكره أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء =

<<  <  ج: ص:  >  >>