(١) يقول ابن الجوزي -رحمه الله- في كتابه "سيرة عمر بن عبد العزيز" ص: ٧٦، ٧٧ مستشهدًا على حسن سياسة عمر مع الحرورية واستعماله معهم الرفق والعدل: ". . حدثنا أرطأة بن المنذر قال: سمعت أبا عون يقول: دخل ناس من الحرورية على عمر بن عبد العزيز، فذاكروه شيئًا، فأشار إليه بعض جلسائه أن يرعبهم ويتغير عليهم، فلم يزل عمر بن عبد العزيز يرفق بهم حتَّى أخذ عليهم ورضوا منه أن يرزقهم ويكسوهم ما بقي، فخرجوا على ذلك، فلما خرجوا ضرب عمر ركبة رجل يليه من أصحابه فقال: يا فلان إذا قدرت على دواء تشفي به صاحبك دون المكي فلا تكوينه أبدًا". (٢) كان رأي عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في القدرية أن يستتابوا فإن تابوا وإلا نفوا من ديار المسلمين، وبهذا كان يوجه عماله ويكتب لهم بشأنهم. يروى عن سفيان بن عيينة أنَّه قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة وكان عامله على البصرة: "أما بعد، فإذا أتاك كتابي هذا، فاستتب القدرية مما دخلوا فيه، فإن تابوا فخل سبيلهم، وإلا فانفهم من ديار المسلمين". انظر: سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز -لابن الجوزي- ص: ٨٥. وسيرة عمر بن عبد العزيز في أهل القدر في الشريعة للآجري ص: ٢٢٧ - ٢٣٤. (٣) في الأصل، س: للحرورية. وأثبت ما يستقيم به الكلام من: ط. (٤) الخوارج بعد رجوع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - من صفين إلى الكوفة انحازوا إلى مكان يقال له حروراء -قرية من قرى الكوفة- وهم يومئذ اثنا عشر ألفًا، وزعيمهم عبد الله بن الكواء، وشبث بن ربعي، وخرج إليهم علي - رضي الله عنه - يناظرهم فوضحت حجته عليهم، فاستأمن إليه ابن الكواء مع عشرة من الفرسان، وانحاز الباقون منهم إلى النهروان وسار إليهم علي - رضي الله عنه - على رأس جيش من أصحابه قوامه أربعة آلاف. وناظرهم فوضحت الحجة عليهم فاستأمن إليه ثمانية آلاف منهم، ثم أمر أصحابه بقتالهم، وقتلت الخوارج يومئذ فلم يفلت منهم غير تسعة تفرقوا في البلدان والأمصار. راجع تفاصيل هذه الحادثة في: البداية والنهاية -لابن كثير- ٧/ ٣٠٥ - ٣١٧. الفرق بين الفرق -للبغدادي- ص: ٧٥ - ٨١. الملل والنحل -للشهرستاني- ١/ ١١٤ - ١١٨. =