انظر: غاية المرام في علم الكلام -للآمدي- ص: ٨٨، ٨٩. ونهاية الإقدام -للشهرستاني- ص: ٣١٣. (٢) الأشاعرة يذهبون إلى أن كلام الله تعالى معنى واحد كالعلم والقدرة وسائر الصفات وأن كونه أمرًا ونهيًا أوصاف الكلام لا أقسامه، ويثبتون ذلك بأدلة يزعمون أنها عقلية والعقل السليم لا يقبلها، بل يثبت نقيضها - ويسلكون في تقرير ذلك ومحاولة إثباته مسالك شائكة. ولكي يكون القاريء معنا فيما نقوله أورد ما قاله إمام الحرمين الجويني في "الإرشاد" ص: ١٣٦ حيث عقد لذلك فصلًا قال فيه: "كلام الله تعالى واحد، وهو متعلق بجميع متعلقاته، وكذلك القول في سائر صفاته، وهو العالم بجميع المعلومات بعلم واحد والقادر على جميع المقدورات بقدرة واحدة وكذلك القول في الحياة والسمع والبصر والإرادة. والقضاء باتحاد الصفات ليس من مدارك العقول، بل هو مسند إلى قضية الشرع وموجب السمع، وذلك أن إثبات العلم واحد مختلف فيه، وإنما يتوصل إلى إثباته على منكريه الأدلة العقلية، وهذا في العلم الواحد، فأما تقدير علم ثان، فلم يثبته أحد من أهل الكلام المنتمين إلى الإِسلام، فنفيه مجمع عليه مع اتصافه بالقدم. فإن قال قائل: ليِّن استمر لكم ما ذكرتموه في العلم والقدرة فما وجه تقريره في الإرادة والكلام؟ قلنا: الغرض أن نوضح انعقاد الإجماع الواجب الاتباع على نفي كلام ثان قديم، وذلك مقرر على ما ذكرناه لا خفاء به. . ". أما الشهرستاني في نهاية الإقدام ص: ٢٨٨، ٢٨٩، فقد قعد لذلك قاعدة وصمها بالثالثة عشرة في أن كلام الله واحد، قال فيها -بعد أن أورد مذاهب الناس: "قالت الأشعرية إذا قام الدليل على كلام أنه معنى قائم بذات الباري تعالى وكل معنى أوصفة له فهي واحدة، وكل ما دل على أن علمه وقدرته وإرادته واحدة فذلك يدل على أن كلامه واحد. . ". ثم أخذ يعرض أقوال المخالفين للأشاعرة ويناقشها وقد أطال في ذلك من =