للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الصفات لا تكون إلّا لجسم (١)، فما ثبت بالكتاب والسنة أو أجمع عليه سلف الأمة هو (٢) حق، وإذا لزم من ذلك أن يكون هو الذي يعنيه (٣) بعض المتكلمين بلفظ الجسم فلازم الحق حق كيف والمثبتة يقولون (٤) إن ثبوت هذا معلوم بضرورة العقل ونظره وهكذا مثبت لفظ الجسم إن أراد بإثباته ما جاءت به النصوص صوبنا معناه ومنعناه من (٥) الألفاظ [المبتدعة] (٦) المجملة، وإن أراد بلفظ الجسم ما يجب تنزيه الرب عنه من مماثلة المخلوقات رددنا ذلك عليه وبينا ضلاله وإفكه.

وأما قوله: نقلنا الكلام معه إلى إبطال التجسيم، فقد ذكرنا أدلة النافين (٧) والمثبتين مستوفاة في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية وتبين لكل من له أدنى فهم أن ما ذكره هؤلاء من أدلة النفي كلها حجج داحضة وأن جانب المثبتة أقوى، وقد (٨) بسطنا الكلام في ذلك (٩) في غير هذا الموضع (١٠).

قال أبو عمر (١١) بن عبد البر: "الذي أقول: إنه إذا نظر (١٢) إلى


(١) في الأصل: المجسم والمثبت من: س، ط.
(٢) في الأصل: وهو. والمثبت من: س، ط.
(٣) في الأصل: بعينه. والمثبت من: س، ط.
(٤) في س، ط: تقول.
(٥) في س، ط: عن.
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٧) في الأصل: النفافين. ولا معنى لها والمثبت من: س، ط.
(٨) قد: ساقطة من: س.
(٩) في الأصل: في غير ذلك. وهو خطأ والمثبت من: س، ط.
(١٠) راجع بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية -لابن تيمية ١/ ٣٧٨ - ٥٩٢.
(١١) في الأصل: عمرو. وهو خطأ. وتقدم التعريف به. وانظر النقل عنه في كتابه التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ٧/ ١٥٢.
(١٢) في التمهيد: أنه من نظر. .

<<  <  ج: ص:  >  >>