للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه التجزئة إما أن تعود إلى لفظ القرآن، وإما أن تعود إلى معناه، والأول باطل، لأن حروف {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ليس بقدر حروف ثلث القرآن، بل هي أقل من عشر العشر بكثير، فعلم أنه أراد بالتجزئة المعنى، وذلك (١) يقتضي أن معنى حروف القرآن متجزئة، وهم قد قالوا: إن كلام الله واحد لا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتغاير ولا يختلف، ولو قيل: إن التجزئة للحروف لكن لا يشترط فيها تماثل قدر الحروف، بل يكون بالنظر إلى المعنى، لكان ذلك حجة -أيضًا- فإنه إذا كان التجزئة باعتبار المعنى، علم أن المعنى الذي دل عليه هذه الحروف ليس هو معاني بقية القرآن.

وروى الترمذي وغيره عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة أبي أيوب، عن أبي أيوب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ} فقد قرأ ثلث القرآن" (٢) قال الترمذي هذا [حديث حسن.

فقد أخبرنا أنها ثلث القرآن.

فإن قيل: الحديث] (٣) المتقدم قد رواه مسلم -أيضًا- بلفظ آخر


= فضائل القرآن- باب في فضل {قل هو الله أحد} الحديث / ٣٤٣٤. ومسند الإمام أحمد- ٦/ ٤٤٣، ٤٤٧.
(١) في الأصل: وكذلك. ولا معنى لها. والمثبت من: س، ط.
(٢) أخرجه الترمذي في سننه ٥/ ١٦٧ كتاب فضائل القرآن -باب ما جاء في سورة الإخلاص- الحديث / ٢٨٩٦، وقد جاء فيه: (من قرأ: الله الواحد الصمد. . .).
وانظره مع اختلاف في الألفاظ في: سنن النسائي ٢/ ١٣٣ - كتاب الافتتاح- الفضل في قراءة {قل هو الله أحد}. وسنن الدارمي ٢/ ٣٣١ - كتاب فضل القرآن- باب في فضل {قل هو الله أحد} الحديث / ٣٤٤٠.
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.

<<  <  ج: ص:  >  >>